تقرير أمريكي: العراق يطوي أزمة الكهرباء والغاز الإيراني خارج المعادلة

أكد تقرير أمريكي أن توقف صادرات الغاز الإيراني إلى العراق لن يشكّل عائقًا حقيقيًا أمام تشغيل منظومة الكهرباء الوطنية، معتبرًا أن الخطوة تمثل المرحلة الأخيرة في مسار بغداد نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في قطاع الطاقة وتقليص الاعتماد على طهران.

وذكرت شبكة “أويل برايس” الأمريكية في تقرير نُشر اليوم الأربعاء الموافق 24 كانون الأول 2025، أن قرار إيران إيقاف تصدير الغاز إلى محطات توليد الكهرباء في العراق، ورغم ظهوره كخطوة «دراماتيكية»، إلا أنه يعكس في جوهره توجهًا عراقيًا مدروسًا للانتقال إلى بدائل محلية وتعزيز الاستقلال في مجال الطاقة.

وأوضح التقرير أن قطع إمدادات الغاز لم يكن مفاجئًا أو غير متوقع، بل جاء نتيجة اعتماد العراق خلال السنوات الماضية على استيراد جزئي وغير مستقر، الأمر الذي دفع بغداد إلى اتخاذ ما وصفه التقرير بـ«الخطوة المنطقية التالية» عبر الابتعاد التدريجي عن الغاز الإيراني.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة تواصل ممارسة ضغوط على الحكومة العراقية لإنهاء الاعتماد على إيران في ملف الطاقة، في وقت أبدت فيه بغداد مرونة واضحة ورغبة في التوافق مع هذه المطالب، دون التسبب بأزمة كهرباء شاملة، خاصة مع توفر بدائل محلية لتشغيل محطات التوليد.

وبيّن التقرير أن العراق يمتلك القدرة على استخدام وقود بديل محلي لتشغيل محطات الطاقة، رغم ارتفاع كلفته وتأثيره النسبي على كفاءة المحطات، إلا أنه يمنح بغداد «مساحة سياسية أوسع» في علاقاتها مع واشنطن، ويقلل من تأثير الضغوط الخارجية.

ولفتت الشبكة إلى توجه استراتيجي أوسع للعراق نحو التعاون مع الشركات الغربية، مشيرة إلى انتقال عقود معلّقة إلى مشاريع فعلية، أبرزها اتفاقية شركة بريتش بتروليوم بقيمة 25 مليار دولار، والتي تستهدف تطوير حقول كركوك وتوفير الغاز محليًا.

وأضاف التقرير أن مشروعًا آخر مع شركة توتال إنرجيز بات قيد التنفيذ، يهدف إلى استثمار الغاز المصاحب لاستخراج النفط في جنوب العراق واستخدامه لتشغيل محطات الكهرباء بدلًا من حرقه، كما هو معمول به حاليًا.

وأكد التقرير أن هذه المشاريع، رغم أهميتها في دعم استقلال الطاقة العراقي، قد لا تكون كافية بمفردها لتغطية الطلب المتزايد على الكهرباء سنويًا، إلا أنها ترسل رسالة واضحة إلى واشنطن وطهران والمستثمرين مفادها أن الغاز الإيراني لم يعد عنصرًا أساسيًا في منظومة الطاقة العراقية، مشددًا على أن صادرات الغاز الإيراني «لن تعود إلى العراق» بعد هذه التحولات.

ويعتمد العراق منذ سنوات على استيراد الغاز الإيراني لتشغيل محطات الكهرباء، خصوصًا خلال فترات الذروة الصيفية، إلا أن هذا الاعتماد ظل عرضة للتوقف المتكرر بسبب الخلافات السياسية والعقوبات الأمريكية المفروضة على طهران