واشنطن تصعّد ضغوطها على كاراكاس بعقوبات جديدة وتوسيع الحصار النفطي

أعلنت وزارة الخزانة الأميركية، أمس الجمعة، فرض حزمة عقوبات جديدة استهدفت سبعة أشخاص على صلة مباشرة بالرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو وزوجته سيليا فلوريس، في إطار تصعيد الضغوط الأميركية على القيادة الفنزويلية.

وبحسب ما نقلته وكالة “رويترز”، شملت العقوبات أفرادًا من عائلة أحد أقرباء زوجة مادورو، والذي كان قد خضع في وقت سابق لعقوبات أميركية بتهم تتعلق بالفساد، ضمن مساعٍ أميركية لتضييق الخناق على الدائرة المقربة من الرئيس الفنزويلي.

وتأتي هذه الخطوة في سياق سياسة أميركية تهدف إلى زيادة الضغط على حكومة مادورو، التي تصفها واشنطن بـ”النظام المارق”، متهمة إياها بالضلوع في أنشطة غير مشروعة، من بينها تهريب المخدرات وتمويل شبكاتها.

ولم تقتصر الإجراءات الأميركية على الأفراد فحسب، إذ وسّعت الولايات المتحدة نطاق عقوباتها لتشمل شركات شحن ونقل نفط فنزويلية، إلى جانب فرض حصار بحري جزئي يستهدف ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات، في محاولة لتقييد قدرة الحكومة الفنزويلية على الاستفادة من عائدات الطاقة، التي تُعد المصدر الرئيسي لتمويل أنشطتها.

وأدت هذه الإجراءات إلى تصاعد التوترات الإقليمية، حيث أعلنت دول في المنطقة، من بينها ترينيداد وتوباغو، استعدادها لفتح مطاراتها أمام الدعم اللوجستي الأميركي، ما أضفى بعدًا إقليميًا جديدًا على التصعيد بين واشنطن وكاراكاس.

في المقابل، دانت الحكومة الفنزويلية العقوبات الأميركية بشدة، واعتبرتها هجومًا متعمدًا على سيادتها وتدخلًا مباشرًا في شؤونها الداخلية.

وفي سياق متصل، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في مقابلة مع شبكة “إن بي سي نيوز” أمس الجمعة، إنه لا يستبعد اندلاع حرب مع فنزويلا، مضيفًا: “لا أستبعد ذلك. إذا كانوا متهورين ويتحدوننا في البحر، فسيعودون أدراجهم إلى أحد موانئنا”.

وكان ترمب قد أصدر، الثلاثاء الماضي، أمرًا بفرض حصار على جميع ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات التي تدخل فنزويلا أو تغادرها، في أحدث خطوات الضغط الأميركي على حكومة مادورو، مستهدفًا شريانها الاقتصادي الأهم، وهو ما قوبل برفض رسمي من كاراكاس.

وشملت حملة التصعيد الأميركية أيضًا تعزيز الوجود العسكري في المنطقة، وتنفيذ أكثر من عشرين غارة عسكرية على سفن في المحيط الهادئ والبحر الكاريبي قرب السواحل الفنزويلية، ما أسفر، بحسب تقارير، عن مقتل ما لا يقل عن 90 شخصًا.

كما أشار ترمب إلى احتمال مصادرة المزيد من ناقلات النفط قرب المياه الفنزويلية، فيما أعلنت الولايات المتحدة بالفعل استيلاءها على ناقلة نفط خاضعة للعقوبات قبالة السواحل الفنزويلية الأسبوع الماضي.

إرسال التعليق