النجيفي ينتقد “وطنية المواسم”: العراق بحاجة لعمل مشترك لا شعارات انتخابية

دعا محافظ نينوى الأسبق، أثيل عبدالعزيز النجيفي، القوى السياسية العراقية إلى تبنّي مساحات العمل المشترك بدلاً من التركيز على نقاط الخلاف، مؤكداً أن بناء دولة حديثة يستند إلى المواطنة المتساوية لا إلى الانتماءات الدينية أو المذهبية أو القومية.

النجيفي قال في منشور على صفحته في فيسبوك إنه يدعم أي مشروع وطني حقيقي، لكنه “ليس ساذجاً ليصدق الخطابات التي تُطلق قبيل الانتخابات دون النظر إلى حقيقة المشروع السياسي وممارسات أصحابه”، مشيراً إلى أن بعض الدعوات ذات الطابع الوطني تُستخدم أحياناً “لخداع السذج أو لتوفير مبررات للمتغافلين”.

وأضاف أن المشهد العراقي الحالي، مع غياب الخطاب الوطني وضعف مؤسسات الدولة، وما مرّت به المكونات من صراعات ونزوح واستقواء طرف على آخر، يؤكد أن “المشروع الوطني الشامل يحتاج إلى بيئة مختلفة ومراحل انتقالية قبل الوصول إليه”.

وبيّن أن الأولوية في الوقت الراهن تكمن في “منح الطمأنينة للمكونات والبحث عن مساحات المصالح المشتركة”، لافتاً إلى أن العرب السنة والأكراد يتشاركون مصلحة واضحة في حماية الديمقراطية ومنع انفراد الأحزاب الدينية الشيعية بالقرار العراقي، وتجنب الانجرار خلف المشاريع المذهبية التي تُبقي البلاد في دائرة الاضطراب.

وشدد النجيفي على أن الخلافات الداخلية بين الأحزاب الكردية والعربية تبقى أقل خطورة مقارنة بالقضايا المصيرية، قائلاً: “قد نختلف على قرية أو ناحية، لكن خسارتنا ستكون أكبر إن ضاعت المدن والكرامة ومستقبل الأجيال”.

كما أشار إلى وجود مساحات للعمل المشترك مع المكوّن الشيعي، “وربما أكبر من تلك الموجودة مع الكرد”، لكنها تتطلب قوى سياسية شيعية تؤمن بهذا النهج رغم اصطدامها بدعاة التطرف والهيمنة، مؤكداً أن التيارات المدنية المتصاعدة داخل الوسط الشيعي تمثّل أملاً للمستقبل، بينما يفرض الواقع السياسي الحالي التعامل مع ما ينتجه المجتمع من تمثيل قائم.

إرسال التعليق