كشف مسؤول أمني عراقي مطلع أن قوات مشاة البحرية الأميركية المارينز ستنفذ عملية عسكرية نوعية محدودة ضد عصابات تنظيم داعش الارهابي في العراق، مشيرا إلى أنه بصرف النظر عن مكان تواجد قوات مشاة البحرية الأميركية المارينز حاليا، فإن المهمة الأولى لها حاليا هي القيام بعملية عسكرية محدودة ولكنها في غاية الأهمية في منطقة القائم عند الحدود العراقية- الأردنية بهدف كسر ظهر ولاية الفرات والجزيرة التي تعد اليوم أهم معاقل عصابات تنظيم داعش الإرهابي. وقال المسؤول الأمني لصحيفة الشرق الأوسط إن المعلومات المتوفرة لدينا تشير إلى أن هذه القوات موجودة في الكويت حاليا، ولم تدخل الأراضي العراقية بعد، وأن الهدف الحقيقي لهذه القوات ليس تحرير الموصل حاليا، لأن العملية على ما يبدو لم تستكمل بعد في الموصل، يضاف إلى أن هناك حاجة الآن للقيام بعملية عسكرية تقصم ظهر تنظيم داعش لا سيما في ولاية الفرات والجزيرة التي تسيطر على حدود كل من العراق وسوريا والأردن والسعودية، لافتا إلى أن هناك عمليات طيران مكثفة تنفذها طائرات التحالف الدولي في القائم والمناطق المحيطة بها، تمهيدا لهذه العملية العسكرية التي ستكون المشاركة الأميركية فيها متمثلة بقوات المارينز، وهي أول مشاركة برية أميركية في القتال مباشرة ضد تنظيم داعش.
وبشأن الأنباء التي نقلت عن مسؤولين في الإدارة الأميركية بأن الهدف من مجيء المارينز إلى العراق حاليا هو لغرض تحرير الموصل، قال المسؤول الأمني العراقي إن القضاء على ولاية الفرات والجزيرة سيمهد كثيرا لعمليات لاحقة من بينها تحرير الموصل بعد تكريت، لأن هذه الولاية باتت تمثل الآن أحد أبرز مصادر تمويل تنظيم داعش، وذلك من خلال الإتاوات التي يحصلون عليها بسبب سيطرتهم على الطريق البري الدولي، والتي تبلغ يوميا نحو مئة وخمسين ألف دولار أميركي، يضاف إلى ذلك أن التنظيم المجرم بدأ ببيع الكبريت كما أنه عمل على تشغيل معمل إسمنت راوة ويدفع رواتب للموظفين والعاملين.
وبشأن التنسيق مع الأردن في هذه العملية القتالية قال المسؤول الأمني العراقي إن ولاية داعش تمتد بين سوريا والعراق مثلما هو معروف وبات الأردن مهددا من هذا التنظيم لا سيما بعد حرق الطيار الأردني وبالتالي فإن من مصلحة عمان العمل على تأمين حدود المملكة.
وحول الجدل السياسي داخل العراق حول عدم الموافقة على دخول قوات برية أميركية قال المسؤول الأمني إن هذه العمليات محدودة، وفي إطار التنسيق بين الطرفين من أجل مواجهة داعش، ومهمتهم لا تختلف عن مهمة المستشارين الأميركيين الذين يلعبون دورا في التحالف الدولي ضد داعش، وبالتالي فلا يوجد هناك تدخل بري واسع النطاق مثلما يتصور البعض.
إرسال التعليق