وأكد النجيفي أنه عمل جاهدا من أجل تجميع الكل ضمن موقف سياسي موحد بعد العاشر من حزيران لكن ذهب مسعاه دون جدوى، وهو ما دفعه لاتخاذ القرار الأصلح في إبقاء كتلة النهضة في سياقها الخدمي وتشكيل كتلة سياسية عربية باسم (متحدون) تعمل كجزء من كتلة متحدون الأم، صاحبة المقاعد المهمة في مجالس المحافظات الأخرى ومجلس النواب و عدد من الحقائب الوزارية.
واشار النجيفي إلى استحالة العمل في داخل مجلس محافظة نينوى دون وجود دعم وثقل في مجلسي النواب والوزراء، وأن ذلك ظهر واضحا خلال مقابلة رئيس الوزراء الأخيرة، عندما ظهرت مجموعة معزولة لا تعرف كيف تستثمر موارد محافظة نينوى السياسية من خلال رغبتها في عزل كل من المحافظ والنواب والوزراء، بعيدا عنها في الوقت الذي نحتاج الى الجميع ولم يكن لأولئك الداعين الى العزلة بدائل او خطة عمل واضحة.
وأوضح النجيفي أن تشكيل كتلة عربية جديدة لم يرق لكل من الجبهة التركمانية والحزب الإسلامي والمجلس الأعلى التي كان لديها تأثير كبير على كتلة النهضة بتركيبتها السابقة بوصفها كتلة خدمية وليست سياسية، ولهذا كان الفراق بيني وبين كتلة النهضة التي انقسمت الآن الى أقسام عدة، مبينا انه شكل كتلة (متحدون) من أربعة أعضاء كنواة أولى وهي بصدد الاتفاق مع أربعة أعضاء آخرين ليصبح المجموع ثمانية أعضاء، في حين بقيت كتلة النهضة لتضم الجبهة التركمانية والحزب الإسلامي والمجلس الأعلى، وهناك أربعة من العرب قد انقطعت صلاتهم بكتلهم السياسية السابقة.
ولفت النجيفي بالقول انه بالرغم من شعور الاستياء الذي يعتمل داخل بعض المواطنين جراء هذه الانقسامات وفي هذا الوقت الحرج بالذات، فإنه يجدد تأكيده أن الحاجة الى عمل جاد وتفاهم حول برنامج سياسي، هي اكبر من حاجتنا الى تجميع أعداد.
وأوضح النجيفي أن العلاقات بين كتل المجلس تبقى متفاوتة بحسب التقديرات السياسية لمن تمثلهم تلك الكتل، وهذا امر طبيعي في العمل السياسي، متمنيا لقائد كتلة النهضة الجديد بتركيبتها الجديدة كل الموفقية، وان يثبت قدرته السياسية في تسيير الأمور، والحفاظ على حقوق ناخبيه، وان يظهر على الإعلام ليشرح لأهالي نينوى برنامجه في محاربة داعش وتحرير الموصل وخططه في إدارة ملف التحالفات الداخلية والدولية.
ولفت النجيفي إلى أنه سبق أن طالب أعضاء كل من ممثلي الحزب الإسلامي والجبهة التركمانية في مجلس المحافظة بإعلان موقف واضح وصريح في محاربة داعش، لكنهم كانوا مترددين بذريعة عدم رغبتهم بخسارة قواعدهم داخل المناطق التي تسيطر عليها عصابات داعش او خوفا على تلك القواعد من سطوة التنظيم المجرم، إلا أنني أوضحت لهم بعدم إمكانية قيادة معركة كهذه دون توضيح المواقف وعزل الخنادق. وقلت لهم: قد لا يكون اعلان الموقف ضروريا لمن ليس في الواجهة، اما من يتسلم القيادة فلا بد له من اعلان موقفه وتحريض المواطنين علنا في الداخل والخارج على قتال داعش، وأن على من يريد الأدوار القيادية أن يتحمل أعباءها.
وكان أعلن أثيل النجيفي في خبر عاجل بثته قناة نينوى الغد الفضائية ليل أمس بأنه أمر بحل كتلة النهضة لسلوكها غير المهني وخروجها عن النهج الذي تشكلت بموجبه.



إرسال التعليق