لا يزال مقعد النائب الثاني لرئيس مجلس النواب العراقي شاغراً، بعد أن أخفقت جلستا تصويت متتاليتان، عُقدتا داخل البرلمان، في حسم المنافسة بين المرشحين الكرديين، وسط انقسام واضح داخل الكتل السياسية وترقّب لجولة ثالثة قد لا تكون الأخيرة.
وشهدت الجلسة الأولى للتصويت مشاركة 293 نائباً، أسفرت نتائجها عن تقدم مرشح تيار الموقف الوطني ريبوار كريم بـ153 صوتاً، مقابل 119 صوتاً لمرشح الحزب الديمقراطي الكوردستاني شاخوان عبد الله، دون أن يتمكن أي منهما من بلوغ عتبة الفوز المطلوبة والمحددة بـ165 صوتاً.
أما الجولة الثانية، فرفعت رصيد كريم إلى 156 صوتاً، فيما حصل عبد الله على 102 صوت، مع تسجيل 22 ورقة باطلة، ليبقى المشهد عالقاً عند نقطة الصفر، ويؤجَّل الحسم إلى جلسة ثالثة مقررة عند الساعة 12:30 من ظهر يوم الثلاثاء، بحسب ما أكدته النائبة سروة محمد لشبكة رووداو الإعلامية.
وفي تفسيره لأسباب التعثر، أرجع وزير الإعمار والإسكان بنكين ريكاني، عن حصة الحزب الديمقراطي الكوردستاني، عدم التوصل إلى نتيجة حاسمة إلى ما وصفه بـ”مشكلة سياسية وشخصية” بين الأطراف المتنافسة، مشيراً إلى استمرار الاجتماعات والحوارات مع مختلف القوى.
وقال ريكاني، خلال مؤتمر صحفي عقده داخل البرلمان، إن الخلافات لا تقتصر على التصويت فحسب، بل تشمل تبايناً في وجهات النظر السياسية، متوقعاً أن تمتد عملية الانتخاب إلى جولات إضافية، مضيفاً: “برأيي، لن يُحسم الأمر في هذه الجولة أيضاً، وقد نذهب إلى جولة ثالثة وربما رابعة”.
كما لفت إلى أن نواب الاتحاد الوطني الكوردستاني لم يمنحوا أصواتهم لمرشح الحزب الديمقراطي، محذراً من أن استمرار الخلاف دون تسوية سياسية قد يفتح باب أزمة أوسع عند الاستحقاق المقبل المتمثل بانتخاب رئيس الجمهورية.
ويأتي التنافس على منصب النائب الثاني لرئيس البرلمان، الذي جرت العادة أن يكون من حصة المكون الكردي، ضمن مساعي استكمال هيئة رئاسة مجلس النواب، بعد انتخاب هيبت الحلبوسي رئيساً للمجلس في الجلسة الأولى للدورة النيابية السادسة، بحصوله على 208 أصوات.
وفي السياق ذاته، صوّت مجلس النواب على اختيار عدنان فيحان، مرشح كتلة “الصادقون” الجناح السياسي لحركة عصائب أهل الحق، نائباً أول لرئيس المجلس، بعد أن نال 177 صوتاً.
وبين جولات التصويت والحسابات السياسية، يبدو أن مقعد النائب الثاني قرر أن يأخذ إجازة مفتوحة… إلى إشعار سياسي آخر.
إرسال التعليق