في محاولة لوضع حد للجدل المثار، أصدرت البطريركية الكلدانية توضيحاً بشأن التصريحات التي أدلى بها البطريرك لويس روفائيل ساكو خلال قداس عيد الميلاد، والتي فُسّرت على نطاق واسع بأنها تتعلق بمفهوم “التطبيع”.
وأوضحت البطريركية، في بيان تابعته نينوى الغد، أن منصات التواصل الاجتماعي تداولت مقتطفات من موعظة البطريرك مساء أمس، مؤكدة أن حديثه انصبّ على ضرورة “التطبيع مع العراق لا مع أي بلد آخر”، باعتبار العراق أرض إبراهيم وموطن الديانات السماوية والأنبياء.
وبيّنت أن البطريرك سبق أن شرح هذا المقصود في مقابلة تلفزيونية، مشيراً إلى أن انفتاح الدول على العراق، بوصفه بلد الحضارات وإبراهيم، من شأنه أن يسهم في تنشيط السياحة وتعزيز مكانة البلاد عالمياً.
وكانت تصريحات ساكو قد أثارت ردود فعل سياسية، أبرزها موقف زعيم التيار الوطني الشيعي مقتدى الصدر، الذي دعا الجهات الرسمية، في بيان صدر الأربعاء (24 كانون الأول 2025)، إلى اتخاذ موقف “فوري”، مؤكداً أن التطبيع يُعد جريمة يعاقب عليها القانون العراقي، وأن التحريض أو الدعوة إليه لا يعفي أصحابها من المساءلة.
وخلال قداس عيد الميلاد الذي أُقيم في كنيسة مار يوسف ببغداد، وجّه البطريرك ساكو حديثه إلى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، قائلاً إن المطلوب هو “التطبيع في العراق ومع العراق”، كونه بلد الأنبياء، لافتاً إلى أن التلمود كُتب في بابل، وأن العالم يجب أن يتجه إلى العراق لا إلى غيره.
من جانبه، رد رئيس الوزراء في كلمته خلال القداس، مؤكداً أن العراق “لا يحتاج إلى تطبيع، بل إلى الأخوة والمحبة والتعايش”، مشدداً على أن الالتزام الشرعي والقانوني والدستوري هو الأساس في علاقات البلاد.
وأضاف السوداني أن مصطلح التطبيع “غير موجود في قاموس العراق”، لارتباطه بكيان محتل انتهك الأرض والإنسان، وهو ما يتعارض مع القيم الإنسانية والأديان السماوية.



إرسال التعليق