في ظل تصاعد التوترات بين موسكو والعواصم الأوروبية، فجّرت روسيا تحذيراً شديد اللهجة موجهاً للاتحاد الأوروبي، معتبرةً أن خطته لاستخدام الأصول الروسية المجمّدة لتمويل أوكرانيا لن تمرّ بلا ثمن، وقد تحمل انعكاسات قانونية واقتصادية واسعة على أوروبا نفسها.
حذر السفير الروسي لدى ألمانيا، سيرغي نيتشاييف، يوم السبت، من تداعيات خطيرة قد تطال الاتحاد الأوروبي في حال تنفيذ خطته الرامية إلى استخدام الأصول الروسية المجمّدة لدعم أوكرانيا مالياً. وقال في بيان إن أي إجراء يستهدف الأصول السيادية الروسية من دون موافقة موسكو يمثّل “سرقة صريحة” ستقود إلى عواقب بعيدة المدى.
وأوضح نيتشاييف أن هذه الخطوة “غير المسبوقة” قد تقوّض السمعة التجارية للاتحاد الأوروبي وتفتح الباب أمام سلسلة طويلة من الدعاوى القضائية ضد الحكومات الأوروبية، إضافة إلى تهديده بأن الإجراء قد يدفع بالنظام المالي العالمي نحو “فوضى قانونية” ستكون أوروبا أول المتضررين منها.
وأضاف أن موسكو متأكدة من أن بروكسل وبرلين تدركان تماماً خطورة التحرك الأوروبي، في إشارة إلى أن روسيا ترى الخطوة تجاوزاً خطيراً للقانون الدولي وللأعراف المالية.
ويأتي هذا التحذير في وقت يبحث فيه قادة الاتحاد الأوروبي عن وسائل جديدة لدعم كييف، خصوصاً بعد كشف بروكسل عن خطة لاستخدام الأصول الروسية المجمّدة لتمويل أوكرانيا بمبلغ 90 مليار يورو خلال العامين المقبلين. ورغم هذا التوجه، تبدي بلجيكا—حيث تجمّد الحصة الأكبر من الأصول الروسية لدى مؤسسة “يوروكلير”—تخوفاً من العواقب القانونية المحتملة.
وكان الكرملين قد وصف الخطوة سابقاً بأنها “استيلاء غير قانوني على ممتلكات روسية”، مؤكداً أن موسكو ستتخذ إجراءات رد مناسبة من دون الإفصاح عن طبيعتها.



إرسال التعليق