شدّد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني على أن نتائج الانتخابات النيابية في العراق لم تكن في أي دورة هي العامل الوحيد أو الحاسم في عملية تشكيل الحكومات، مؤكداً أن التفاهمات السياسية هي التي كانت تقود إلى اختيار الكابينة التنفيذية.
وجاءت تصريحات السوداني خلال جلسة حوارية في المنتدى السادس للسلام والأمن في الشرق الأوسط المُقام في محافظة دهوك، بمشاركة شخصيات سياسية عراقية ودولية بارزة. وقال إن ائتلاف الإعمار والتنمية يُعد جزءاً من الإطار التنسيقي ومن الكتلة النيابية الأكبر.
وأوضح رئيس الوزراء أن الحديث عن ولاية ثانية “ليس طموحاً شخصياً”، بل مرتبط بضرورة استكمال “المهمة والمشروع والرؤية” التي تتبناها حكومته للمرحلة المقبلة، مشيراً إلى وجود حرصٍ من القوى السياسية على الالتزام بالتوقيتات الدستورية الخاصة بتشكيل الحكومة المقبلة.
وأكد السوداني أن الانتخابات الأخيرة جرت بـ“انسيابية عالية”، وجدّد موقفه الداعم لثبات قانون الانتخابات وعدم تغييره في كل دورة، مع ضرورة معالجة هدر الأصوات داخل القانون الحالي. ودعا ممثلي الشعب إلى نقاشات أوسع لضمان عدم ضياع أصوات الناخبين.
وفي ملف العلاقة بين بغداد وأربيل، نفى رئيس الوزراء وجود أي مشكلات سياسية مع حكومة الإقليم، لافتاً إلى قطع “شوط مهم” في معالجة الملفات العالقة، منها عقود الشركات واستئناف تصدير النفط. وأكد أن حكومته تنظر إلى مصالح أبناء إقليم كردستان بوصفها “مساوية لمصالح جميع العراقيين”.
أما على مستوى السياسة الخارجية، فأكد السوداني أن العراق “لن يكون ساحة لنفوذ أي دولة”، مشيراً إلى أن ما يُشاع إعلامياً عن ضغوط خارجية على الحكومة “أمر لن يحدث”.
وبيّن رئيس الوزراء أن لدى الحكومة رؤية واضحة لإنهاء حرق الغاز وإيقاف استيراده بحلول عام 2028، مشيراً إلى أن العراق شهد للمرة الأولى تنفيذ إصلاحات مالية “جوهرية”. وأضاف أن البلاد أصبحت “بيئة جاذبة للاستثمار”، وأن أكثر من 50 مصنعاً عراقياً بات يصدر منتجاته إلى خارج البلد.
وفي الجانب الاقتصادي والاجتماعي، أوضح السوداني أن حكومته وضعت أولويات ضمن رؤية اقتصادية شاملة، وأسهمت في خفض معدل البطالة من 17% إلى 13%. كما أشار إلى أن مبادرة “ريادة” استقطبت أكثر من 550 ألف شاب وشابة، وأسهمت في تعزيز قناعة لدى الشباب بأن القطاع الخاص يمثل فرصة حقيقية للعمل إلى جانب الوظيفة الحكومية.
وختم السوداني بالإشارة إلى وجود “فرص مشتركة واسعة” بين بغداد وأربيل يمكن أن تحقق منفعة متبادلة للجميع.



إرسال التعليق