إحتجاجات في المغرب ..الرباط تهدأ في النهار وتشتعل في المساء: من هم “جيل زد 212″؟

منذ أيام، يعيش وسط العاصمة الرباط على وقع هدوء غير معتاد. لا ضجيج، لا زحمة. فقط بعض الجرافات، شاحنات الأشغال، وقليل من المارة. لكن مع حلول المساء، يتغيّر كل شيء.

الهدوء ينقلب إلى هتافات وغضب في الشوارع، يقوده شباب ينتمون لما بات يُعرف بـ”جيل زد 212″. فمن هم هؤلاء؟ وماذا يريدون؟ ولماذا الآن؟

كل شيء بدأ على تطبيق الألعاب “ديسكورد”، حيث أطلق مجموعة من الشباب المغاربة نداءً للتظاهر يومي 27 و28 سبتمبر 2025، مطالبين بـ”الحق في التعليم والصحة”.

لم يكن أحد يتوقع أن يتحول هذا النداء البسيط إلى سلسلة احتجاجات يومية متصاعدة، امتدت من الرباط والدار البيضاء إلى مدن وأحياء شعبية أخرى.

حسب الإحصائيات الرسمية، فإن “جيل زد” يُمثل 26% من سكان المغرب، وأعمارهم تتراوح بين 13 و28 سنة.

نشأ جيل زد في عالم الإنترنت والهواتف الذكية ولديه طموحات كبرى ويشعر بأنه مُهمّش سياسيًا واقتصاديًا

الغريب أن مطالبهم، حتى الآن، لم تتضمن الحق في الشغل، رغم أن البطالة في أوساط الشباب في مستويات قياسية. فهل هي رومانسية سياسية؟ أم وعي جديد بأولوية التعليم والصحة كأساس لأي إصلاح؟

ما بدأ كمظاهرات محدودة، تحوّل تدريجيًا إلى احتجاجات يومية، ثم إلى مواجهات مع قوات الأمن مساء الثلاثاء 30 سبتمبر.
في بعض الأحياء، اندلعت حرائق في سيارات ومبانٍ تجارية، وسط توتر أمني متزايد.

وراء هذا الغضب الإجتماعي، تكشف الدراسات عن رغبة متزايدة لدى الشباب المغربي في الهجرة، خاصة من شمال البلاد نحو إسبانيا.
الأمل في الوطن يتراجع، والإحباط يتزايد.

حتى الآن، لا قيادة واضحة لهذا الحراك ولا أجندة سياسية معلنة لكن هناك جيل جديد خرج إلى الشارع، بلغته، وأدواته، وغضبه.

هل تنجح السلطة في احتواء هذا الحراك؟
هل تتطوّر المطالب؟
وهل ينجح هذا الجيل في فرض رؤيته لمغرب جديد؟

إرسال التعليق