بعد سبع سنوات من الدمار، عاد جامع النوري الكبير في الموصل ليصدح من جديد بأصوات المصلين والإحتفالات، حيث احتضن امس الأربعاء أول احتفال مركزي بذكرى المولد النبوي الشريف.
واعتبر العديد من الأهالي أن هذا العام يحمل فرحتين، إذ جاء الإحتفال بالمولد النبوي في وقت مميز، مع افتتاح جامع النوري الكبير بعد سنوات من التدمير.
ويأتي هذا الإحتفال التاريخي بعد يومين فقط من إعادة افتتاحه الرسمي من قبل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني. شهد الإحتفال حضورًا واسعًا من أبناء المدينة والمسؤولين المحليين، مما أعاد للموصليين رمزية المكان وروحانيته.

وأشار أحمد العبيدي، الناطق الرسمي بإسم الوقف السني في نينوى، في حديثه عن أهمية الإحتفال في هذا العام إلى التغييرات الكبيرة التي شهدتها المدينة بعد التحرير، حيث قال: “كان هناك احتفالات قبل دخول داعش ولكن على نطاق ضيق بسبب الأوضاع الصعبة التي كانت تعانيها الموصل. لكن بعد تحرير هذه الأرض، عاد البنيان وعاد الإنسان إلى ما كان عليه.”

وقال إمام وخطيب الجامع، الشيخ ذاكر الحساوي: “اليوم فرحتان؛ فرحة أهالي الموصل بعودة جامع النوري للحياة من جديد، والأخرى بذكرى مولد النبي العظيم”.

واعتبر الأهالي أن عودة الاحتفالات إلى الجامع بمثابة إعلان حي عن صمود الموصل ورسالة بأن الحياة تعود مهما قست الظروف. وبينما تعالت الأناشيد الدينية، بدا وكأن المدينة تحتفل بولادة جديدة، ليس فقط للمولد النبوي الشريف، بل لرمزها العريق الذي ظل لعقود شاهدًا على تاريخها وهويتها.
إرسال التعليق