أثار تصريح وزير الموارد المائية عون ذياب بشأن احتمال توقف النشاط الزراعي في العراق بعد شهر أيلول المقبل بسبب شح المياه الحاد، موجة قلق كبيرة في الأوساط الزراعية بمحافظة نينوى، خاصة بعد وصف الوزير للموسم الحالي بأنه “الأكثر جفافاً منذ 100 عام”.
المزارعون في نينوى عبّروا عن صدمتهم من التحذير الجديد، متسائلين عن مصير الخزين المائي في سد الموصل، في ظل المعلومات التي تشير إلى أن تركيا أطلقت كميات مياه تصل إلى 420 متراً مكعباً في الثانية الواحدة خلال شهر تموز الماضي عبر نهري دجلة والفرات، لمساعدة العراق على تجاوز أزمة الشح.
ورأى الفلاحون أن الحكومة تُكثر من التحذيرات دون أن تُقدّم حلولاً عملية على الأرض، محذرين من أن توقف الزراعة سيتسبب بسلسلة من الأزمات الخطيرة، تبدأ من نفاد الحنطة والدقيق، وهما من الأساسيات في الأمن الغذائي العراقي، ما سيؤدي إلى رفع أسعار الخبز بشكل كبير والدخول في مجاعة مرعبة تهدد موائد المواطنين، خصوصاً في ظل الاعتماد المتزايد على الاستيراد.
إلى جانب ذلك، حذر المزارعون من جفاف الحقول والمزارع، وهو ما سينعكس بشكل مباشر على ارتفاع درجات الحرارة في نينوى، فضلاً عن زيادة نسب التلوث البيئي نتيجة انعدام الغطاء النباتي.
ولم تتوقف التحذيرات عند الجانب البيئي والغذائي، إذ أشار الفلاحون إلى أن الجفاف سيدفع الكثيرين منهم إلى هجر أراضيهم والتوجه إلى البحث عن وظائف حكومية أو أعمال مؤقتة، ما سيؤدي إلى ارتفاع نسب البطالة وانخفاض الأجور اليومية في سوق العمل، بسبب قلة الفرص وكثرة الباحثين عن بدائل.
وحذروا أيضاً من انعكاسات اجتماعية وأمنية خطيرة، قد تصل إلى ارتفاع معدل الجريمة في المحافظة، نتيجة ضغط الحاجة الاقتصادية، وغياب البدائل للآلاف من العوائل التي تعتمد على الزراعة كمصدر دخل رئيسي.
وطالب مزارعو نينوى الحكومة ووزارتي الموارد المائية والزراعة بـاتخاذ خطوات عاجلة وجادة لمعالجة الأزمة، بدل الاكتفاء بإطلاق التحذيرات، مشددين على ضرورة تبني حلول علمية ومستدامة تضمن ديمومة الزراعة وتقلل من آثار الجفاف المستقبلي.
إرسال التعليق