في ظل ارتفاع درجات الحرارة في العراق إلى مستويات غير مسبوقة، وتجاوزها في بعض الأحيان عتبة الـ50 درجة مئوية، يعيش سكان مدينة الموصل ظروفًا معيشية صعبة وسط غياب أبرز الخدمات الأساسية، وعلى رأسها الماء والكهرباء.
ففي مركز المدينة، أطلق الأهالي نداءات استغاثة عاجلة للمطالبة بتأمين مياه الشرب، بعد انقطاعها عن عشرات المناطق السكنية، ما اضطر السكان إلى اللجوء إلى شراء المياه من “العجلات الحوضية” أو ما يعرف محليًا بـ”التذاكر”، لتأمين حاجاتهم اليومية من الشرب والاستحمام والغسيل. وتزداد المعاناة مع ارتفاع كلف شراء المياه، والتي تثقل كاهل العائلات، خصوصًا من ذوي الدخل المحدود.
إلى جانب أزمة المياه، تواصل مشكلة الكهرباء حضورها الأليم، إذ تتكرر الانقطاعات في أوقات الذروة صيفًا وشتاءً، ما يجعل الأجهزة الكهربائية غير مجدية، ويزيد من اعتماد الناس على البدائل المرهقة ماديًا، كالاشتراكات بالمولدات الأهلية، التي لا توفر الخدمة بشكل كافٍ أو مستقر، ومع ذلك تتطلب إنفاقًا شهريًا قد يتجاوز 200 ألف دينار عراقي، وفقًا لشهادات عدد من المواطنين.
الأهالي يصفون ما يجري بـ”المأساة المتجددة”، مؤكدين أن القضية لا تتعلق بعدم وجود بدائل، بل في غياب الحلول الجذرية من الجهات المسؤولة. ففي الوقت الذي تتجه فيه الموصل لتكون وجهة سياحية بارزة، تستقبل يوميًا آلاف الزائرين من داخل العراق وخارجه، لا تزال تعاني من غياب مقومات الحياة الأساسية، وهو ما ينعكس سلبًا على صورتها العامة.
ويطالب الموصليون الحكومة المحلية والاتحادية بسرعة التدخل لإنهاء هذا التردي، وتوفير خدمات مستدامة تحفظ كرامة المواطن، خصوصًا بعد ما شهدته المدينة من ويلات الحرب والنزوح والمعاناة، والتي يفترض أن تكون قد ولّت إلى غير رجعة.
إرسال التعليق