أكد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، في مقابلة مع وكالة “أسوشيتد برس” الإخبارية الأمريكية، أن الحكومة العراقية تعتمد مبدأ “العراق أولاً” في سياساتها الداخلية والخارجية، مشيراً إلى أن العراق يؤدي دوراً محورياً في تهدئة الأوضاع الإقليمية نظراً لأهمية المنطقة بوصفها شرياناً حيوياً لإمدادات الطاقة العالمية.
التحرك إزاء العدوان على إيران
وأشار السوداني إلى أن الحكومة العراقية تعاملت مع العدوان على الجمهورية الإسلامية الإيرانية من خلال مسارين؛ الأول يتعلق بحفظ الأمن الداخلي للعراق، والثاني يتمثل بالتحرك الدبلوماسي، محذراً من مغبة استخدام الأراضي العراقية كمنصة لاستهداف دول الجوار.
غزة.. إبادة جماعية وسط صمت دولي
ووصف رئيس الوزراء ما يجري في قطاع غزة بأنه “نكسة حقيقية لكل المعايير الإنسانية والأخلاقية والقانونية”، مشدداً على أن القطاع يشهد إبادة جماعية وسط مجاعة وقتل متواصل، داعياً المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لإيصال المساعدات الإنسانية ووقف العدوان، بدلاً من الاكتفاء بإصدار البيانات والتعبير عن القلق.
موقف العراق من الأزمة السورية
وفي ما يخص الملف السوري، أكد السوداني أن استقرار سوريا يمثل أمناً قومياً للعراق، معتبراً أن دعم العملية السياسية التي تشمل جميع مكونات الشعب السوري أمر بالغ الأهمية. وشدد على ضرورة رفض الإرهاب والعنف والتطرف، منتقداً ممارسات بعض الجماعات في سوريا، التي قال إنها تعيد إلى الأذهان ذكريات موجعة من الإرهاب الذي عانى منه العراق.
كما جدد رفض العراق لتقسيم سوريا، مشيراً إلى مبادرة عراقية أُطلقت خلال قمة بغداد تدعو إلى حوار وطني شامل بين جميع الأطراف السورية.
السلاح بيد الدولة وإنهاء مهمة التحالف الدولي
وحول الملف الأمني، شدد السوداني على أن “حصر السلاح بيد الدولة” يمثل أحد أهم مرتكزات المنهاج الحكومي، وهو شرط أساسي لاستمرار الأمن والاستقرار. وأوضح أن لا مبرر لأي جهة لحمل السلاح في ظل الاستقرار الأمني الحالي.
وكشف عن اتفاق تم التوصل إليه مع التحالف الدولي لإنهاء مهمته القتالية في العراق بحلول أيلول/سبتمبر 2026، مؤكداً أن الحكومة تجري حوارات ثنائية مع دول التحالف لتنظيم العلاقات الأمنية، لافتاً إلى عقد جولتين مع الجانب الأمريكي وتحضير جولة ثالثة لاحقاً هذا العام.
العلاقة مع الولايات المتحدة وإدارة ترامب
وفي ما يخص العلاقات العراقية-الأمريكية، أوضح السوداني أن العلاقة بين البلدين تستند إلى اتفاقية الإطار الاستراتيجي، وأن بغداد تسعى إلى تطوير هذه العلاقة بما يخدم المصالح المتبادلة، دون تدخل أو إملاءات من أي طرف.
وأشار إلى تطلع العراق لاستثمار العلاقة مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتعزيز التنمية وتحقيق شراكة اقتصادية فاعلة.
قانون الحشد الشعبي والعلاقة مع إيران
أكد السوداني أن قانون الحشد الشعبي جزء من الإصلاح المؤسساتي الذي تتبناه الحكومة، وأنه يصب في مصلحة بناء المؤسسات الأمنية العراقية.
وفي ما يتعلق بإيران، وصفها بالدولة الجارة التي تجمعها بالعراق علاقات دينية وثقافية واجتماعية، مؤكداً في الوقت نفسه رفض العراق لأي عدوان تتعرض له طهران، وتحذير الحكومة من الزج بالعراق في هذه الحرب أو استخدام أجوائه للاعتداء على دولة جارة.
استهداف الاقتصاد وملف القوات التركية
وكشف رئيس الوزراء عن تعرّض حقول النفط في إقليم كردستان العراق، إضافة إلى مطار كركوك ومصافي بيجي، لهجمات وصفها بـ”الإرهابية” استهدفت الاقتصاد الوطني، مؤكداً أن الحكومة تعمل على توفير بيئة آمنة وجاذبة لعمل الشركات الأجنبية.
ورحب باتفاق السلام بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني، مطالباً في الوقت نفسه بانسحاب القوات التركية من الأراضي العراقية، مشيراً إلى أنه “لا يوجد مبرر الآن لبقائها”.
وأوضح أن العلاقات مع أنقرة تتسم بطابع استراتيجي، مع مساعٍ مشتركة لتعزيز الأمن وتنفيذ مشاريع اقتصادية كبرى، من أبرزها مشروع طريق التنمية الاستراتيجي.
الانتخابات ومشاركة التيار الصدري
أشار السوداني إلى أن الانتخابات تمثل حدثاً ديمقراطياً مهماً يعكس تمسك العراقيين بالمسار الديمقراطي والتداول السلمي للسلطة، مؤكداً حرص الحكومة على مشاركة جميع القوى السياسية، بما فيها التيار الصدري، بالنظر إلى دوره في العملية السياسية وقدرته على المساهمة في تحقيق الإصلاح.
ائتلاف الإعمار والتنمية
وفي ختام حديثه، شدد رئيس الوزراء على أن مشروع “ائتلاف الإعمار والتنمية” ليس مشروعاً انتخابياً، بل هو امتداد لنجاح الحكومة في إنجاز المشاريع والخدمات والإصلاحات خلال فترة زمنية وجيزة.

إرسال التعليق