وحمّلت وزارة الدفاع العراقية، تنظيم داعش المجرم المسؤولية الكاملة عن تفجير أحد المقرات العسكرية في محافظة الأنبار، باستعمال كميات كبيرة جداً من المواد شديدة الانفجار، مؤكدة أن التحقيق الميداني الذي قامت به لجنة مختصة أثبت ذلك، مثلما أثبت عدم وجود أي نشاط للقوات الجوية العراقية أو لتلك التابعة للتحالف الدولي وقتها، كما استبعد احتمال أن يكون التفجير قد تم بواسطة صواريخ أو قنابل.
وقالت الوزارة في بيان إنه في الوقت الذي تخوض قواتنا المسلحة الباسلة مسنودة بهمة الأبطال من المتطوعين والعشائر الغيارى، معارك ملحمية نادرة وتقدم أداءً بطولياً رائعاً لتحرير الأهل والأحبة في محافظة الأنبار العزيزة، كما في صلاح الدين من دنس داعش، تناقل عدد من وسائل الإعلام أخباراً غير دقيقة عن حادث التفجير الإجرامي الذي وقع في مقر السرية الرابعة- الفوج الثاني- اللواء الخمسين في منطقة البو ذياب بقاطع عمليات الأنبار، الأربعاء قبل الماضي.
وأضافت الوزارة، أنها قد آلت على نفسها اتباع نهج الموضوعية والشفافية والمصداقية والمهنية في كشف الحقائق أمام الرأي العام، فقد اصطحب وزير الدفاع خلال زيارته قاطع عمليات الأنبار، السبت الماضي لجنة رفيعة المستوى ضمت عدداً من الضباط من ذوي الخبرة والكفاءة والاختصاص للتحقيق في ملابسات الحادث، مشيرة إلى أن اللجنة طلبت بعد المعاينة والتحري وإفادة الشهود في موقع الحادث، منحها مزيداً من الوقت بهدف الوصول إلى نتائج دقيقة لكشف ملابسات الحادث وحيثياته.
وذكرت الوزارة أنها كما وعدت سابقاً، تعرض نتائج التحقيق أمام الرأي العام بعد أن أنجزت اللجنة أعمالها، مبينة أن اللجنة توصلت إلى أن التفجير الإجرامي حدث في تمام الساعة الثامنة من صباح الأربعاء الحادي عشر من شهر آذار الجاري، وهو توقيت لم يكن فيه أي نشاط جوي سواء لقواتنا أو لقوات التحالف.
وأوضحت الوزارة، أن موضع السرية موقع الانفجار عبارة عن بيوت متفرقة تتخللها أشجار ومزروعات، والموضع كان تحت نيران العدو المباشرة وغير المباشرة، مع العرض أن موقع السرية يشكل خط الصد الرئيس للدفاع عن قيادة عمليات الأنبار، مبيناً أن المنطقة المحيطة بمقر السرية حيث حدث التفجير، منطقة وعرة وشائكة وتحتوي على أشجار كثيفة، ما يصعب معه تمييز حركة العدو خصوصاً اثناء الليل.
وأكدت الوزارة أن الانفجار كان مسبوقاً بهجوم على قاطع مسؤولية الفوج بدأ بالساعة السادسة وخمس وأربعين من يوم الاربعاء الحادي عشر من شهر آذار الجاري، كما استهدفت في ذات اليوم، أغلب نقاط المرابطة وأماكن تواجد قواتنا في قاطع عمليات الانبار بدءاً من الساعة السابعة صباحا وحتى الساعة الواحدة ظهرا، وباستخدام ثلاث وعشرين عجلة مفخخة لم يتمكن العدو وبحمد الله من تحقيق أهدافه بها وبفضل صمود قواتنا البطلة، وأن التفجير حدث يوم التحاق الوجبة المجازة من جنود السرية، ما يعني أن موجود السرية كان متكاملاً بوجود المجازين الملتحقين.
وتابعت الوزارة أن اللجنة عاينت ميدانياً موقع الحادث واتضح لها أن الانفجار حدث في وسط الدار وأدى إلى إزالته بالكامل مع تدمير بعض المنازل المجاورة، مولداً حفرة بعمق خمسة الى سبعة امتار وبقطر خمسة عشر الى عشرين مترا تقريباً، كما وأدى إلى اندفاع احد الدعامات الرئيسة للدار لمسافة مئة وخمسين متراً عن مركز التفجير، مستطردة أنه عثر على ثلاث عشرة جثة تعود لشهدائنا الأبطال ملقاة على مسافات مختلفة من محل التفجير، فضلاً عن العثور على جثة أحد جنودنا الأبطال وهي معلقة على احدى الأشجار.
وخلصت الوزارة الدفاع إلى إن المعاينة الميدانية أثبتت بشكل قطعي أن التفجير حدث من الأسفل إلى الأعلى، وتسبب بارتداد سقف المنزل العلوي إلى جهة الدار المجاورة، كما أن المعاينة أوضحت أن العصف الأعنف كان باتجاه موقع السرية وليس باتجاه العدو.
وجددت وزارة الدفاع التأكيد على أنه ليس لها مصلحة بتوجيه الاتهام لأي جهة دون أدلة قاطعة ووثائق، وأنها تؤكد أيضاً أنها لن تكون طرفاً يغض الطرف عن أي جهة تستهدف دماء العراقيين وأرواحهم وممتلكاتهم، داعية وسائل الإعلام كافة إلى التواصل معها لتقديم كافة التسهيلات التي تمكن الإعلاميين من أداء أعمالهم بالطريقة التي تضمن المصداقية للوسيلة الإعلامية، فضلاً عن تحقيق مصداقية الوزارة وتوضيح طبيعة نهجها العام.
إرسال التعليق