قدور طبخ قديمة وحوض سباحة بلاستيكي للأطفال، وضعتها عائلة موصلية على سطح منزلها لغرض جمع مياه الامطار التي تساقطت بغزارة على مدينة الموصل الاسبوع الماضي، في خيار بات "وحيداً" لمواجهة ازمة خانقة تهددهم بـ"العطش والاوبئة والامراض".
وتحرص عائلة (الحاجة ام محمد) الساكنة في حي التحرير بساحل الموصل الايسر، على مراقبة تلك القدور مع أفراد عائتها حتى تمتلئ بمياه تلك الأمطار، ليتمكنوا من الاستحمام بعد مفارقته لأكثر من شهر منذ انقطاع وصول المياه الى احياءهم التي تحررت من قبضة تنظيم "داعش"، فيما تقوم العائلة بترشيح تلك المياه بقطعة قماش لشربها واستخدامها في طهي الطعام.
نصف مليون موصلي بلا مياه
ويعاني قرابة نصف مليون من اهالي الساحل الايسر في مدينة الموصل، من انعدام مياه الشرب، بحسب منسقة العمليات الانسانية لمنظمة الأمم المتحدة ليز غراند، التي حذرت من عواقب "كارثية"، سيما على الاطفال والنساء والعائلات الموجودة في المدينة.
وتعرب ( الحاجة ام محمد )، عن املها بأن "يكفي ما جمعت عائلتها من مياه الامطار ليوم او يومين"، مشيرة الى أن "داعش تعمّد بقطع انبوب المياه عن عدد من أحياء المدينة، سيما الزهراء والتحرير والمحاربين".
وفي هذا السياق، يقول (أ. ط.) وهو استاذ جامعي ترك عمله منذ سيطرة التنظيم على المدينة في العام 2014، إن "الماء الصالح للشرب انقطع عن احياء التحرير والزهراء والمحاربين والنهضة والقادسية الثاني والزهور واحياء اخرى".
محطتان للمياه في الموصل بقبضة "داعش"
ويعتمد أهالي الموصل على محطتين أساسيتين لمياه الشرب، تقع الأولى في منطقة الغابات في الجانب الايمن للمدينة (جنوبي الموصل)، والثانية قرب كنيسة الحاوي في الساحل الأيسر للمدينة (شرقي الموصل)، في وقت تشير الانباء الى سيطرة "داعش"على المحطتين حيث اوقف عمداً ضخ المياه للسكان.
تقول (ن. م.) إنها ونساء اهالي الحي بدأوا باستخدام مياه الابار التي يأتي بها ابناءهم بعد طابور طويل نهايته الحصول على ماء "مج" وغير صالحة اصلاً للإستهلاك البشري، مبينة ان طعم تلك المياه "مُر" وهو "غير نقي".
كما تبدي تخوفها من امراض جلدية ومعوية قد تصيب اطفالها الثلاثة، مع عدم وجود الوقود لتعقيم تلك المياه أو تسخينها على الاقل.
مناشدات وخوف من امراض واوبئة
على الصعيد ذاته، يناشد الحاج طالب مأمون، قوات الجيش العراقي والاجهزة المختصة، سيما الخدمية بـ"معالجة عاجلة وفورية لموضوع المياه خوفا من تفاقم الازمة وانتشار الامراض والاوبئة"، موضحاً أن "شاحنات المياه التي تصل كمساعدات غير كافية".
ويبين مأمون أن شباب الحي بدأوا بحفر ابار على عمق ستة أمتار لاستخراج المياه لكن رائحته "كريهة" وطعمه "مُر"، إلا "أننا مضطرين لاستعمالها"، .
إرسال التعليق