25 مخيما تنتشر في مناطق صحراوية قاحلة شمال وشمال غرب ناحية عامرية الفلوجة تحكي ماساة نحو 90 الف نازح فروا من جحيم المعارك في الفلوجة ليسقطوا في هوة الموت البطيئ بفعل الجوع والعطش الشديدين .
يقول نازح ، ان “المساعدات الواصلة الى تلك المخيمات التي انشئت منذ اسبوعين لا تكاد تذكر ، وهو ما صرح به المحافظ المقال صهيب الراوي نفسه قبل ان يقيله مجلس المحافظة “.
واضاف، ان “جميع المساعادات تمر من معبر بزيبز الذي يبعد نحو 5 كم عن اقرب نقطة في تلك المخيمات ، حيث تمنع القيادات الامنية ، مرور العديد من قوافل المساعدات بدعوى عدم وجود موافقات امنية ، بينما يموت الناس جوعا وعطشا “.
وتابع ،ان “صورة الطفل المرفقة بالخبر تمثل انموذجا لمئات الحالات المشابهة بين الاطفال والنساء وكبار السن الذين تحولوا الى هياكل عظمية حية بدخول النفس وخروجه فقط “.
تقول الناشطة الحقوقية بشرى الدليمي تعليقا على هذه الصورة ،ان “نازحا من الأنبار يفترش التراب ويلتحف السماء في الصحراء في درجة حرارة قاربت الخمسين-حيث لا ماء ولاغذاء لإبنه المريض – تقدم نحو متطوعين زاروا المخيم لتقديم بعض المساعدات وقال لهم :أرجوكم خذوا ابني معكم أطعموه وأسقوه حتى أموتُ وأنا مرتاح ، أرجوكم لا تدعوه يموت معي”.
وتضيف الناشطة ،ان ” هذه الواقعة حدثت بالفعل منذ يومين وهي ليست من رسم الخيال ” مشددة على ” وجود شهود عيان على الكلمات المؤثرة التي نشاد بها الاب المتطوعين الذين زاروا مخيم النازحين في الكيلو 160 “. وتستمر هذه الماساة لتكشف مدى ضعف الاجراءات التي اتخذتها الحكومة العراقية للوقوف بوجه الموت الزاحف نحو 90 الف نسمة ، ناهيك عن مخيمات قديمة للنازحين تضم ضعف هذا العدد في محافظة الانبار تحديدا .
وفيما تحتاج هذه الكارثة الانسانية الى اجراءات بسرعة الصوت ، ان امكن ، لانقاذ الهالكين من الحر والعطش مازالت السلطتين التنفيذية والتشريعية في طور البحث عن حل لتلكل المشاكل .



إرسال التعليق