العراق يبحث عن “مصدر مشع عالي الخطورة” سرق من مستودع تركي في البصرة

أظهرت وثيقة لوزارة البيئة العراقية أن السلطات تبحث عن مواد مشعة “عالية الخطورة” سُرقت العام الماضي وأكد ذلك سبعة مسؤولين أمنيين ومحليين وفي قطاع البيئة عبروا عن مخاوفهم من إمكانية استخدامها كسلاح إذا وقعت في أيدي تنظيم داعش .
وتجري الفرق الفنية المتخصصة عمليات مسحا اشعاعي لمواقع بيع الحديد السكراب في محافظات الوسط والجنوب بحثا عن المواد المشعة المسروقة. وقال مدير عام دائرة التوعية والاعلام البيئي اميرعلي الحسون ان الفرق الفنية التابعة لمديرية بيئة المثنى اجرت عمليات المسح الاشعاعي لمواقع تجمع السكراب في مدينة السماوة، امس الاربعاء، للبحث عن مواد مشعة والمصدر المفقود من مخازن شركة وذر فورد النفطية في محافظة البصرة وشمل المسح الاشعاعي موقعين لتجمع السكراب في منطقة حي الصناعي , واثبتت النتائج خلو المواقع من اي اثر اشعاعي وكانت نتائج المسح ضمن المحددات والمعايير الطبيعية .
وقالت الوثيقة ،بحسب رويترز ، إن المواد كانت موضوعة في حقيبة في حجم الكمبيوتر المحمول واختفت في تشرين الثاني الماضي من منشأة تخزين قرب مدينة البصرة في جنوب البلاد تابعة لشركة ويذرفورد الأمريكية لخدمات الحقول النفطية. وقال متحدث باسم وزارة البيئة العراقية إنه لا يستطيع مناقشة الأمر بسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومي. ورفض كذلك متحدث باسم شركة ويذرفورد في العراق التعليق ولم يرد مقر الشركة الرئيسي في هيوستون بالولايات المتحدة على طلبات متكررة للتعليق. ووفقا للوثيقة وتأكيدات المسؤولين فإن المواد مملوكة لشركة (إس.جي.إس تركيا) ومقرها اسطنبول. وتستخدم هذه المواد أشعة جاما لاختبار العيوب في المواد المستخدمة بأنابيب النفط والغاز خلال عملية تسمى التصوير الصناعي بأشعة جاما. ورفض مسؤول بشركة (إس.جي.إس) في العراق التعليق وكذلك مقر الشركة الرئيسي في تركيا . وتتحدث الوثيقة التي تحمل تاريخ 30 تشرين الثاني الماضي والموجهة إلى مركز الوقاية من الإشعاع التابع للوزارة عن سرقة “مصدر مشع عالي الخطورة” الإيريديوم 192 يتسم بنشاط إشعاعي شديد ويتبع شركة (إس.جي.إس) وذلك من مستودع يتبع ويذرفورد في منطقة بمحافظة البصرة. وقال مسؤول كبير بوزارة البيئة في البصرة طلب عدم ذكر اسمه لأنه غير مخول بالحديث علنا في القضية ، إن الجهاز يحتوي على عشرة جرامات من كبسولات الإيريديوم 192 وهو نظير مشع للإيريديوم يستخدم أيضا في علاج السرطان.
وتصنف الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذه المادة كمصدر مشع من الدرجة الثانية وهو ما يعني أنها قد تسبب إصابة دائمة لمن يقترب منها لدقائق أو لساعات إذا لم يتم التعامل معها بطريقة ملائمة وقد تتسبب في وفاة أي شخص يتعرض لها لساعات أو أيام.
ورفض مدير عملية أمنية لصالح شركة تعز العراقية للخدمات الأمنية التعليق بدعوى وجود تعليمات من السلطات الأمنية العراقية. وترتبط شركة تعز بعقد لحماية المنشأة.
وقال متحدث باسم قيادة عمليات البصرة وهي المسؤولة عن الأمن في محافظة البصرة إن قوات الجيش والشرطة والمخابرات تعمل “ليل نهار” لتحديد مكان هذه المواد. ويتحمل الجيش والشرطة مسؤولية الأمن في جنوب البلاد ، اضافة الى وجو مقرات للحشد الشعبي .
* خطر التلوث ويقول ديفيد أولبرايت وهو فيزيائي يرأس معهد العلوم والأمن الدولي في واشنطن إن المواد المشعة- بخلاف تهديد القنابل القذرة- قد تسبب أضرارا لمجرد التعرض لها في مكان عام لعدة أيام. وأضاف “إذا تركت في مكان مزدحم فقد يسبب هذا خطورة كبيرة. “لن يكون هذا بالتأكيد تهديدا بسيطا. يمكن التسبب في ذعر بمثل هذه المادة. عليهم استعادتها.” وقال المسؤول الكبير بوزارة البيئة “نحن نخشى من أن يقوم سارق الجهاز كائنا من كان بإساءة استعماله وهذا ما قد يسبب حصول تلوث إشعاعي ذي نتائج كارثية.” وقال مسؤول آخر بوزارة البيئة موجود أيضا في البصرة إن فرقا لمكافحة الإشعاع بدأت عمليات تفتيش في مواقع نفطية وساحات لتخزين الخردة ومعابر حدودية بحثا عن الجهاز بعدما أبلغت قوة مهام طوارئ باختفائه في 13 نوفمبر تشرين الثاني الماضي. وقال مسؤولان حكوميان بالبصرة إن تعليمات صدرت لهما في 25 تشرين الثاني بالتواصل مع المستشفيات المحلية. وقال أحدهما “قمنا بتوجيه المستشفيات في البصرة لتكون متأهبة لاستقبال حالات الإصابة بالحروق الإشعاعية وإبلاغ الأجهزة الأمنية فورا.

إرسال التعليق