اعربت الحكومة المحلية في الانبار ونواب عن المحافظة وشيوخ عشائر عن امتعاضهم وغضبهم من مشروع سور بغداد (سور إسمنتي بارتفاع 3 مترات ) الذي سيفصل بين عشائر تعود لجد واحد في بلدة صغيرة جنوب الفلوجة.
ويتضمن مشروع السور تحديد 8 بوابات رئيسية لبغداد، تخضع لرقابة مشددة وتستخدم بها كواشف متطورة للمتفجرات، واخرى خاصة لتفتيش الشاحنات.
وبحسب مسؤولين محليين وشهود عيان فان ” السور الاسمنتي الجديد، الذي سيحيط العاصمة، سيقام على أراض زراعية يملكها مواطنون، وسيؤدي لاقتطاع اجزاء من ناحية الكرمة، هو أمر يثير غضب المسؤولين في الانبار الذين وصفوه بانه “تعدٍّ على حدود محافظتهم”.
ويقول نواب عن اتحاد القوى، بان بغداد تدفعهم لخيارات “لايريدون اللجوء اليها”، وبان الحكومة العراقية تبعث برسائل أن السنة “مواطنون درجة ثانية”.
بغداد بدورها تؤكد أن “السور” لن يتجاوز على الحدود الادارية المعروفة للعاصمة، وانه سيضم مناطق ما يعرف بـ”حزام بغداد” لمنع تسلل المفخخات والمسلحين من خلاله.
وكشف قائد عمليات بغداد، الفريق الركن عبد الأمير الشمري أن “الهندسة العسكرية للفرق :الأولى والسادسة و التاسعة و الحادية عشرة والسابعة عشرة في الجيش العراقي، باشرت تنفيذ مشروع سور بغداد الأمني منذ الأول من شباط الجاري”.
وسيتضمن السور حفر خندق بعرض ثلاثة أمتار وعمق مترين وإقامة طريقٍ محاذٍ له، لتطويق العاصمة من الجهات كافة على مراحل وبـ 360 درجة”.
وتعتزم قيادة عمليات بغداد رفع الكتل الكونكريتية الموجودة داخل العاصمة لاستخدامها في انشاء السور، وتشييد أبراج مراقبة مزودة بكاميرات.
ويرى نواب عن اتحاد القوى العراقية ان “السور يبدو كمن يقول لسكان الانبار والسنة بأنكم مواطنون من الدرجة الثانية وبأن الحكومة غير ملزمة بأمنكم وعليكم تدبر أموركم بمفردكم”.
ويؤكد نائب عن الانبار ان “الحكومة في بغداد تدفع السنة للجوء الى خيارت مرّة لايريدون اللجوء اليها .. اذا وجدنا أنفسنا لوحدنا سنستعين بقوى اخرى لتخليصنا من داعش”.
ويتابع النائب محمد الكربولي بالقول ان “فكرة احاطة بغداد بكتل خرسانية تقترب الى الرؤية الامريكية في تقسيم العراق الى ثلاثة اقاليم منفصلة بغداد وثلاثة اقاليم اخرى”. ويرى ان “بغداد تسرع بتنفيذ الفكرة الاميركية”.
وتلقى مسؤولو الانبار شكاوى من مزارعين في ناحية الكرمة، 35 كم غرب بغداد، بان عملية حفر الخندق ومد السور تتجاوز على اراض زراعية خاصة.
ويقول الكربولي ان “رئيس الحكومة يقطع الاراضي كما يريد. والسور يدخل في حدود الانبار وسيضم مناطق ابراهيم بن علي، بنات الحسن، جسر الرعود، والمصنع العراقي”، لافتا الى ان “هذه مناطق تقع داخل حدود الكرمة وقامت قيادة عمليات بغداد وفصائل في الحشد الشعبي بتحريرها العام الماضي من داعش ومازالت تتواجد فيها لمسك الارض”.
بدوره يقول عيد عماش، المتحدث باسم مجلس محافظة الانبار، بان “قيادة عمليات بغداد او المسؤولين في بغداد لم يبلغونا ببناء السور من داخل الكرمة”.
واشار عماش الى ان “السور يدخل في عمق 7كم داخل حدود ناحية الكرمة ويتجاوز على أملاك خاصة بمزارعين”. واكد ان “السور سيفصل بين اهالي الكرمة وبين العشائر الواحدة التي تسكن هناك”.
بدوره يقول علي السرهيد، عضو في مجلس محافظة بغداد ان “السور ضمن الحدود الادراية المعروفة للعاصمة”. مبينا ان “المرحلة الاولى التي ستمتد الى 100كم تبدأ من النعيمي جنوب الفلوجة باتجاه الكرمة الى سيطرة العبايجي، شمال بغداد”.
إرسال التعليق