The Best Street Style Looks from New York Fashion Week

المحرر: السيد محمد الحسيني | عدد المشاهدات: 723
يبدو أن التدخل الروسي في سوريا كان بالنسبة لإيران نذير شؤم لأنه اقترن بمجموعة أمور ومتغيرات كانت جميعها وفي خطها العام في غير صالحها.
وأن الذي يجري حاليا في سوريا نفسها تطورات ومستجدات تجسد تراجعا ملحوظا للدور الإيراني في هذا البلد بوتائر تبعث على أكثر من علامة استفهام.
ارتفاع عدد قتلة القادة الكبار في الحرس الثوري الايراني وضباط ذوي رتب عالية.
واستمرار الهزائم العسكرية أمام قوى المعارضة السورية من جهة وعدم تمكن التدخل الروسي من إحداث أي تغيير مؤثر وواضح في الأوضاع في سوريا بالشكل الذي يتلاءم وحجم هذا التدخل.
هي كلها مؤشرات بالغة السلبية بالنسبة لإيران.
وهو ما يوضح أن المأزق السوري قد صار أكثر صعوبة وتعقيدا من ذي قبل.
لكن الذي زاد الطين بلة وعقد الأوضاع أكثر وأضفى عليه الكثير من الضبابية هو ما يجري في العراق والذي بات يقض مضجع الإيرانيين ويصيبهم بصداع استثنائي.
الانسحابات الكبيرة لقوات الحرس الثوري الإيراني من سوريا واتجاه القوات المنسحبة إلى العراق ليس لها علاقة بالهزائم العسكرية المتتالية والاوضاع الحرجة في سوريا وإنما وطبقا لمعلومات مؤكدة واردة له علاقة بتطورين استثنائيين هما: ـ التوغل التركي في العراق والذي لم يأبه لكل الضجة والصخب السياسي والاعلامي الجاري في العراق وبقي على حاله.
ـ قرار الولايات المتحدة الامريكية بإرسال قوات أمريكية إلى العراق دعما للسنة هناك طبقا لبعض المصادر الموثوقة.
ما أثار حفيظة إيران كثيرا وجعلها في توجس وريبة من الأحداث الجارية في العراق.
هو أن الموقف الامريكي خصوصا والغربي عموما لم يتجه لإدانة التوغل التركي أو الطلب منه الانسحاب.
ولذلك فإن الضجة السياسية والاعلامية الواسعة ضد التوغل التركي والتي اقترنت أيضا بموقف من جانب المرجعية الدينية ضد التوغل التركي ودفاعا عن السيادة الوطنية للعراق.
رغم أن المرجعية لم تتحرك ضد دخول الآلاف من قوات الحرس الثوري وانتهاكات طيران الحرس الثوري الإيراني للأجواء العراقية واقتحام أكثر من نصف مليون إيراني للحدود العراقية من دون تأشيرات دخول.
وهو ما يدفع للقناعة أكثر بأن المرجعية الدينية تتحرك طبقا لأوامر إيرانية وتحديدا من المخابرات الايرانية.
التدخل الروسي الذي فرحت به إيران كثيرا.
لم يكن ولن يكون أبدا كما تتصور وانما هو أمر يدخل في حسابات (لعبة الكبار).
وإيران هنا مجرد حلقة أو أداة و ليس طرفا.
وإن إيران التي بدأت تدرك شيئا فشيئا ما تخبئه لها الاقدار خلف الضباب الكثيف.
صارت على ثقة كاملة بأن الأوضاع في العراق بدأت تسير باتجاه مفترق ومنعطف يتقاطع تماما مع نهجها ومخططاتها في هذا البلد.
هذا المفترق أو المنعطف فيه أكثر من مؤشر ودلالة على أن عهد تفرد واستباحة إيران للعراق زمان قد انتهت صلاحيته.
2015-12-18

روابط اخرى