
المحرر: محمد عبد الجبار الشبوط | عدد المشاهدات: 1198
قلت في مقال سابق ان البعثيين الجدد والقدامى والدواعش والمفسدين في الارض يعملون من اجل زعزعة ثقتنا بأنفسنا وبتجربتنا الجديدة ودولتنا الوليدة. وحتى تعرفوا حجم هذا الاستهداف راقبوا بعض القنوات المشبوهة والمقدمين المشبوهين وتابعوا خطابهم النفسي والإعلامي منذ سقوط النظام الدكتاتوري وحتى الان. لا ينبغي ان تُفاجأوا مما ستكتشفون. سوف تلاحظون ان قنوات الحرب النفسية لا تتعرض لداعش وجرائمها ولا للمفسدين في الارض وسرقاتهم ولا للبعثيين ومكائدهم. لم تخصص هذه القنوات في كل تاريخها ساعة واحدة لنقد النظام الصدامي الذي اضطهد العراقيين على مدى 35 سنة. ولم تفعل شيئا مضادا للإرهاب وداعش.
لا هم لأدوات الغزو النفسي سوى تشويه التجربة وتسفيهها وتسقيط رموزها والتشهير بهم وتضخيم الأخطاء وإخفاء الإنجازات والتأكيد على نواحي التقصير او القصور وتجاهل نواحي النجاحات. رسالة الغزو النفسي واضحة ومكشوفة وهي الزعم بان النظام الدكتاتوري افضل من النظام الديمقراطي وان رجال الحكم البعثي افضل من رحال الحكم الديمقراطي. رسالة تريد ان توهم الناس بان تجربتنا فاشلة ولا أمل في نجاحها وصلاحها. والهدف الذي يريد ان يصل اليه الغزو النفسي واضح: اشاعة اليأس والضجر والملل والإحباط في نفوس العراقيين وتنفيرهم من التجربة وتوسيع الفجوة بينهم وبين رجال التجربة الجديدة. يستهدف الغزو النفسي اشاعة ثقافة الفشل في المجتمع العراقي؛ وهي ثقافة مفادها ان كل شيء فاشل في العراق. الاعلام الوطني فاشل والقوات المسلحة فاشلة والعملية السياسية فاشلة والاقتصاد فاشل. وهكذا. كل شيء فاشل.... كل نواحي الحياة تعاني من الفشل الذريع وفقا لهذه الثقافة السلبية.
وللأسف فينا من وقع في الفخ. فأما انه أصيب فعلا بالإحباط واليأس وأخذ يتذوق مرارة هزيمة لم تقع او راح يردد كالببغاء ما يقوله اعلام الغزو النفسي. وراح يوجه الضربات المؤلمة الى جسم التجربة بدعوى مكافحة الفساد وهو لا يدري ان إجهاض التجربة هو افسد انواع الفساد.
نحتاج الى وعي أعمق بأبعاد الغزو النفسي الذي نتعرض له ونحتاج الى زيادة مناعتنا في وجه هذا الغزو النفسي الأكثر خطورة من الغزو العسكري. نحتاج الى الثقة بالنفس والى الثقة بأننا قادرون على الإنجاز وان النجاح في متناول اليد.
2015-11-30