
المحرر: عبد الجبار محمد جرجيس | عدد المشاهدات: 726
يمكننا اعتبار الاوراق التي اقتطفاها كل من آدم (عليه السلام) وحواء أم البشر.
ليواريا ما بدا من سوءتهما اول شكل من اشكال الملابس في التاريخ.
فقد قال تعالى: (بسم الله الرحمن الرحيم.
وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلاَ مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ {19} فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا).
هكذا وسوس الشيطان ليوقعهما.
(فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سواءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة).
أي على هيئة الثوب.
في حين اعتبر بعض المتصوفة ان لباس آدم وحواء عليهما السلام.
كان من نور.
فلا ترى عورتهما.
وقد جاء في الكتاب المقدس: (انت اللابس النور كثوب).
وفي لفظ اخر (أنت الملتحف بالنور كرداء).
وعلى هذا الاساس كانت الاوراق المادة الرئيسة للثياب في البدء.
(فانفتحت أعينهما وعلما انهما عريانان قحطا اوراق التين لانفسهما مازر).
فاستخدم الانسان البدائي في صناعة ملابسه أوراق الشجر وفروعها من الاعشاب.
وقطعا من قشور الاشجار فصنع بها ما يشبه (التنورة) القصيرة.
ثم أخذ يغطي جسمه بجلود الحيوانات.
وبدا استخدامها كما هي.
بعد اصطيادها وذبحها وسلخها.
ثم تعلم بعد ذلك كيفية دبغها وصنع منها فراء حقيقي.
ونتيجة لتطور فكر الانسان وحاجاته المتعددة.
صنع (الابر والدبابيس) لغرض استخدامها لنسج ملابسه.
اذ كان النسيج الدافع لاختراع هذه الابر والدبابيس.
الا انه لم يعد يرغب باتقاء البرد بجلود الحيوانات.
فعمد اول مرة إلى نسج رداء كان اساسا للثوب الذي يلبسه (الهندوسي).
والشملة التي كان يلبسها اليوناني.
بعد ذلك جذبته الالوان وصبغ بها ثيابه.
ثم تطورت إلى مزج بعض هذه الالوان وصبغ بها ثيابه.
ثم تطورت حاجته ففتش عما يقوم مقام الخيوط.
فعمد إلى ظفر الخيوط على نحو ما يظفر من الخيوط.
وذلك بان يجدل خيطا مع خيط.
ثم انتقل بعد ذلك الى ثقب جلود الحيوانات وربطها من هذه الثقوب بالياف غليظة تتخللها كالمشدات التي تستخدمها النساء حديثا.
طور هذه الالياف وهذبها.
حتى اصبحت خيوطا.
فتعلم الحياكة.
وكانت الحياكة من اهم الفنون عند المرأة.
وهكذا ظهرت أول قطعة من القماش المنسوج من الالياف النباتية (الكتان) بـ (300) سنة ق.
م.
ثم ادرك الانسان بعد ذلك ان شعر الماعز يصلح لصناعة ملابسه.
وفي عام (2700 ق.
م) كان الصينيون يربون (دودة القز) ويصنعون من حريرها ملابس لهم عن طريقهم دخلت المنسوجات إلى أوربا بعد ان بعث الامبراطور (جيستان) راهبين من الرهبان إلى الصين ومعها بويضات من (دودة القز).
ثم انتقلت زراعة القطن إلى الآشوريين.
بعد ان جلبوا بذوره من الهند وزرعوه.
ودعوه بالصوف النباتي.
وكان ذلك في زمن (أشور ناصربال).
ثم استمر تطور الالبسة بتطور الزمن.
فكان لباس العرب الجاهليين بسيطا مثل طعامهم وسائر طرق عيشهم.
ويتكون غالبا من القميص والحلة والازراء والشملة والعباءة والعمامة.
ولم يكن العرب يعرفون السراويل والاقبية.
ثم دخلت هذه الانواع من الالبسة إلى بلاد العرب.
وأفضل لباس نموذجي للعرب في صدر الاسلام.
هو لباس محمد (صلى الله عليه وسلم).
فقد ذكروا ان أحب اللباس اليه (البرود) جمع بردة.
وهي شملة من الصوف يلتف بها الانسان ويلتحف بها في الليل.
لونها بني او رمادي.
والبياض كساء ابيض خفيف من الكتان او القطن.
إذ لم يكن للعرب في الجاهلية يعرفون من الانسجة غير القطن والصوف والوبر والشعر.
وتشير المصادر التاريخية ان اول من لبس (الخز) الادكن من العرب هو (عبد الله بن عامر).
وأول من لبس (الدراريع) وهي قميص طويل.
او جلباب من القطن او من التيل مفتوحة الصدر أي الوسط وفي فتحتها ازراء.
وكانت تلبس بيضاء او على الوان اشهرها (البنفسجي).
في زمن بني أمية اصبح الترف واضحا في الالبسة.
فلبسوا الحرير على انواعه.
وتفننوا بأنواع الانسجة.
وأحبوا الوشي واكثروا من لبسه.
فقلدهم الناس فاصبحت الالبسة الموشاة بارزة في عصرهم.
وفي ايام الدولة العباسية تأثرت طرق عيشهم بحضارة الفرس واخذوا يقلدونهم في ملابسهم.
وامر المنصور رجاله في سنة (153 هـ / 770 م) ان يلبسوا (القلانس) الفارسية الطويلة التي تدعم بالعيدان في داخلها بدل (العمائم) او ان يعقلوا فوقها بعمامة صغيرة.
وهي هذا البيت:- ظلمتني في الحب يا ظالم والله ما بيننا حاكم
2015-09-18