The Best Street Style Looks from New York Fashion Week

المحرر: عامر الكبيسي | عدد المشاهدات: 1259
لم ينتبه الباحثون والمراقبون لأخطر أسبوع حدد سياق العراق الآن من احتلاله، انتبهوا ليوم سقوط الموصل قبل عام، يوم 10-6-2014، لكن الأيام التي سبقت هذا اليوم، كانت أهم من لحظة السقوط نفسها، فهي من تحدد ماذا حصل.
لنذهب في رحلة قادمة لما حدث قبل سقوط الموصل بيد داعش حتى نفهم ما الذي حصل، وكيف حصل.

قبل أسبوع من سقوط الموصل، خرج تنظيم داعش متوجهًا إلى مدينة سامراء، بالفعل وبعد معارك في حدود المدينة، تمكن التنظيم من دخولها، الاشتباكات كانت مع الشرطة المحلية للمدينة مع غياب للشرطة الاتحادية والجيش، بعد ساعات فقط بدأ التنظيم يتقدم بسرعة في سامراء، ثم سيطر على نحو 70% من المدينة، وسامراء إحدى أهم مدن العراق من الناحية الأمنية، وفيها تداخل بين وجود مرقدين وسرداب “بقي السنة يملكونها ويحمونها لمئات السنين” بينما يطالب الشيعة بأخذها على خلفية تفجير حدث 22-2- 2006 .

أظهرت لقطات بثتها داعش أنها سيطرت على معظم سامراء، وتجاوزت حتى ساحات الاعتصام، وكان بين جنود التنظيم والمرقدين مع السرداب بضعة كيلومترات فقط، ربما 3 كيلومترات، ومن أسلحة داعش سلاح ثقيل ومتوسط ومقاومة طائرات 57 ملم، وأظهرت الصور امتلاك جنود داعش مدفعية ثقيلة كانت قادرة على ضرب المراقد، وبدأ العراقيون يحبسون الأنفاس، ويستذكرون ما حدث عام 2006!!

خلال أقل من يوم واحد كانت 80% من سامراء تحت سيطرة التنظيم، وبدأت عمليات تفلت وانسحابات في صفوف قوات الأمن العراقية من المدينة باتجاه جنوب سامراء بطريق بغداد، بدأت قذائف الهاون تسقط على مقر قيادة العمليات المشتركة إيذانًا باقتحام من عدة محاور، وبسقوط مقر قيادة العمليات سيعلن أن كل شيء قد انتهى، ويبدو أن الساعات القادمة ستغير كل شيء، كانت ساعات تمر بخوف وإثارة.

كنا نتابع ما يحدث لحظة بلحظة، وبشكل غريب، وغير متوقع، ومن غير اشتباكات!! انسحب التنظيم بشكل سريع من سامراء، وسحب آلياته ومدافعه الثقيلة وكل عناصره، كان هذا الحادث في تقديري أمر الانسحاب يخفي “واحدًا من أكبر أسرار العراق” وربما حصل فيه تفاوض سري مع جهات يهمها جدًّا مدينة سامراء، اتفاق بين داعش وطرف آخر لا نعرفه، لا يمكن تخيل خروج التنظيم من المدينة بهذه الطريقة، في الحقيقة كان بإمكانه أن يغتنم الحدث ويستغله سياسيًّا وإعلاميًّا بطريقة كبيرة!!

وبدلًا من ذلك، خرج بهذه الطريقة، هذا يدل بلا ريب أن وراء الانسحاب السريع سر نوعي، أدعو الباحثين والمتابعين لمتابعة خيوط هذه القصة، ففيها أهم مفتاح لسقوط الموصل، سر سقوط الموصل يأتي من سرعة خروج داعش من سامراء.

بعد الانسحاب فرغت الساحة في سامراء أمنيًّا، ثم بعدها أتت قوات عراقية واقتحمت ساحة الاعتصام في سامراء التي يطلق عليها اسم ميدان الحق وهو آخر ميدان للاعتصام بقي محافظًا على نفسه، وله قبول شعبي واسع، وبعد خروج داعش من سامراء انتهى الحراك السلمي في المحافظات العراقية، وكان قد سبق ذلك تدمير ساحة اعتصام الرمادي وحصول اشتباكات واسعة مع القوات المتقدمة لاقتحام الساحة قبل مائة يوم فقط من الانتخابات البرلمانية.

كان الأمر يشبه دعاية انتخابية للمالكي يريدها قبل مائة يوم من الانتخابات التي فاز فيها لاحقًا، كذلك اقتحمت في وقت سابق ساحة الحويجة بارتكاب مجزرة من قبل قوات الأمن وقتل فيها أكثر من ستين معتصمًا كانوا في الساحة، وبنفس القدر كان طرد معتصمي الموصل من ساحة الأحرار بعد تهديدهم بمصير ساحة الحويجة، وكذلك هددت ساحة النبي شيت التي تشهد الجمع الموحدة ومظاهراتها، كما أوقف اعتصام صغير حصل في بغداد ومثله في ديالى.

عندما انسحب تنظيم الدولة من سامراء، دخلت القوات الأمنية للمدينة، التي أصبحت مكشوفة أمامها، ثم أحرقت قوات الأمن العراقية ساحة الاعتصام، وأحرقت جامع الرزاق أجمل مساجد المدينة والذي بُني بأمر من صدام حسين، ثم بعدها بدأت عمليات اعتقالات كبرى في سامراء مورست فيها صنوف التعذيب وظهرت صور المعذبين وارتفعت أصوات الغضب الشعبي!!

في هذا اليوم، بدأت الأخبار تصل ليلًا عن حوادث غريبة في الموصل، لم تكن هناك أي اشتباكات، لم يحصل كذلك أي تهديد من أي نوع، لكن حدث أشياء مريبة ومتسارعة، لم تشهدها المدينة إطلاقًا قبل ذلك التاريخ.
بدأت أكبر عملية حركات للجيش العراق داخل مدينة الموصل، يرى الناس أرتالًا عسكرية بمئات الآليات، تقطع جوانب الموصل يمينًا وشمالًا، من الجانب الأيمن للأيسر، وبالعكس، والكل بدأ يترقب، فعلًا ما الذي يحدث، حتى الكرد شعروا بشيء من الريبة لأن الموصل جغرافيًّا كانت قريبة منهم جدًّا، بل هم موجودون كسلطة وأمن، في بعض أجزاء الموصل امتدادًا لأربيل كوجود أمني يبدأ من منطقة المعارض في الموصل نفسها، هذا من غير المقر الحزبي الدائم على نهر دجلة الذي يعد مرجعيتهم السياسية في الموصل.

البعض كان يعتقد أن هناك حربًا ستندلع باتجاه مناطق غير معروفة، أو أن الجيش الذي يتحرك في كل الاتجاهات هو وقوات سوات، قد يذهب باتجاه سوريا، أو إطلاق معارك على الحدود.
لم يكن هناك أي خطر حقيقي على الموصل، كانت تردنا أخبار حركات ومناقلات غير مسبوقة والأمر مستمر، بينما يشارك طلاب الجامعات والمدارس بالامتحانات بشكل انسيابي، لا سيما طلاب الأقسام الداخلية، لكن الخوف بدأ يلف الجميع.

في مساء اليوم التالي كتب محافظ نينوى أثيل النجيفي على صفحته على الفيس بوك يطمئن أهل الموصل على هذه الحركات الغريبة، مما كتبه أثيل في يومها أن هذه الحركات هي أشبه بمناورات وانتقالات طبيعية للجيش، وأن الموصل محمية من الأخطار، وأنه سأل بنفسه وتابع الموضع مع القيادات الأمنية وكان ذلك ردهم عليه.
في الحقيقة لم يكن بين أثيل محافظ نينوى في حينها وقيادة الجيش أي مودة، بل كان بينهما “ما صنع الحداد” كما يقال، لكن الموقف كان محرجًا للجميع، ومثيرًا للشك والريبة، ومثار سؤال من الناس والصحفيين.

تبين لاحقًا أن القوات المتحركة، هي القوات التي تركت كل شيء، وانسحبت أمام 230 عنصرًا من داعش فقط، أتوا من خارج الموصل بسيارات دفع رباعي وبزي موحد، وهم في غاية التنظيم، كانوا يتقدمون بسرعة من جهة سوريا، وصلوا إلى أطراف الموصل بعد يوم من المناورات!! وللقصة بقية، إذ نناقش في المقال المقبل كيف أن الموصل تدخل الحرب وأهلها ممنوعون من التجوال إجباريًّا مع الساعة الثانية عشرة ظهرًا!!
2015-06-07

روابط اخرى