The Best Street Style Looks from New York Fashion Week

المحرر: | عدد المشاهدات: 35
نينوى الغد/ احمد علي الحديثي

يتوسط المشهد السياسي ذهول كبير جراء انسحاب ائتلاف النصر من المعركة الانتخابية، وهو انسحاب رُوّج له بشكل مفاجئ، إلا أن المعطيات تشير إلى أنه مخطط له ويُعدّ تكتيكاً سياسياً واضحاً. هذا الانسحاب يكشف عن ملامح مختلفة ومتعددة للمرحلة القادمة، أضع أبرزها في احتمال بقاء الأوضاع على حالها، نتيجة اتفاق خارجي على إبقاء العراق محايداً وخارج بؤرة الصراع الدائر حتى اللحظة.
وربما للوهلة الأولى يبدو هذا الطرح مستبعداً، لاسيما أن رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي خسر الدعم الإقليمي، وتحديداً الإيراني، ثم الأميركي، قبل أن يتفكك حوله الدعم الداخلي بسبب الصراع على منصب رئاسة الوزراء.
لكن الحاجة الماسّة إلى شخصيات موثوقة، تشربت من النظام السياسي الحالي وأتقنت خلطته من محاصصة وتقاسم للسلطة، دفعت القوى السياسية إلى إدراك أهمية إيجاد مثل هذه الشخصية في أسرع وقت، نظراً للتحولات الإقليمية الكبيرة، والتقلبات المحتملة في الداخل العراقي، ما قد يهدد مكاسب الأحزاب، وخصوصاً الشيعية، بوصفها المعنية بهذا المنصب بحكم "المكون الأكبر".
شكل انسحاب العبادي من السباق الانتخابي مفاجأة لإطار التنسيق، خصوصاً مع ادعائه عدم إبلاغهم بالقرار، وهو أمر قد يكون صحيحاً، لكنه يكشف في الوقت ذاته عن حجم التباعد بين قادة الإطار، رغم استمرار الاجتماعات الدورية بينهم وفقاً للأحداث والوقائع الجارية. وهنا تأتي قراءة تأثير ائتلاف النصر في المعادلة السياسية كعامل مهم، وربما يكشف عن تفاصيل أخرى تقع في المناطق المعتمة من الغرفة السياسية.
عودة العبادي إلى الواجهة، ثم انسحابه المفاجئ مجدداً، يطرح تساؤلات عديدة: ما الذي جرى؟ وما المتوقع أن يحدث؟
تشير بعض المعطيات إلى أن انسحاب العبادي قد يكون تكتيكاً مدروساً يهدف إلى إعادة تأهيله لمنصب رئاسة الوزراء، وغلق الباب أمام أية أزمة محتملة بعد إعلان نتائج الانتخابات. هذه الفرضية تدعمها عدة عوامل، أبرزها:
العجز الواضح داخل "رحم القوى الشيعية" عن إنجاب شخصية موثوقة تنصاع لقيادة الإطار، أو بالأحرى لزعماء العملية السياسية الكبار.
تجلّى هذا العجز في تجربتين: الأولى مع رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي، الذي تقلص نفوذهم خلال ولايته حتى وصل الأمر إلى قصف منزله بطائرة مسيّرة؛ والثانية مع رئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني، الذي جاء من رحم البرلمان وإن كان مرشح الإطار في نهاية المطاف. ورغم نجاحه في مجالات أخفق فيها كثيرون قبله، إلا أن ذلك فتح الباب أمام خصومته، وخصوصاً من قبل زعيم دولة القانون، الذي بدأ يهاجمه علناً في أكثر من لقاء صحفي.
يتضح من خلال سعي السوداني اليوم إلى توسيع قاعدته الحزبية وتحالفاته، أن بؤرة الصراع داخل الإطار تتّسع، في ظل سعي بعض قادته إلى حماية مكتسباتهم من خلال الدفع بشخصية "تتبعهم مثل الظل" ولا تنقلب عليهم لاحقاً.
من هذا المشهد، نستخلص أن فقدان القوى الشيعية لـ"مصنع تجديد الموالين" من الجيلين الثاني والثالث، يمثل جرس إنذار يهدد مستقبلها السياسي. وقد يضع العملية السياسية المبنية على الطائفية والمحاصصة في مواجهة مع الاستحقاقات الدستورية، الأمر الذي قد يُفقدها كثيراً من مكاسبها التي تحققت طيلة سنوات من الحكم.
وبناءً على ما تقدم، يتضح أن انسحاب حيدر العبادي ليس خروجاً نهائياً من العملية السياسية، بل تكتيكاً للعودة إليها من باب أوسع، بعد انجلاء معركة الانتخابات وظهور موازين القوى، ليتم تقديمه كمرشح تسوية يغلق الباب أمام تجديد ولاية السوداني، وينهي آماله في الاستمرار.
2025-07-01

روابط اخرى