
المحرر: | عدد المشاهدات: 100
نينوى الغد / احمد علي الحديثي
الكثير من الأوراق والصور تتشكل وفق رؤية محددة لتصنع سيناريو ربما يكون مشوشًا بسبب عدم وضوح تلك الصور، لكن الأمر الواقعي الذي سيحصل هو أن لا سبيل عن تحقيق الهدف الرئيسي: إسقاط قوة طهران من معادلة الشرق الأوسط الجديد.
مكعبات هذا السيناريو المتمثل بـ"الشرق الأوسط الجديد" تواجه العديد من المشاكل التي تتعلق في غلق ملف غزة وإنهاء الصداع الكبير الذي تمثله هذه البقعة لإسرائيل، رغم التفاوت في ميزان القوة، وهذا الواضح لا يحتاج إلى شرح.
نعود إلى "المكعبات"، فالدول العربية المستعدة للتطبيع تمثل نواة غير ثابتة تواجه صعوبة في إقناع شعوبها بأن شعار "فلسطين حرة" كان كذبة مورست لتثبيت أنظمتهم المترنحة. واليوم، صار تبديل هذا الشعار المقلق أمرًا واجب التنفيذ لا نقاش فيه.
إيران، الراغبة في الاستحواذ على المنطقة وفرض شروطها في إدارتها، لم تكن من المرشحات لهذا العهد الجديد، لأسباب تتعلق بشعاراتها التي لا يمكن أن تسقط من لافتات حضور جماهيرها المحتشدة والجاهزة للخروج في "يوم القدس" المتّبع سنويًا.
اليوم، باتت طهران تدافع عن نفسها دون تلك الشعارات، لأن التهديد وصل إلى قلب النظام المؤسس، وخطورة الأوضاع لا تسمح برفع شعارات مهددة لاستقرار إسرائيل.
لم يكن لإيران ولا لغيرها من البلدان الإسلامية في المنطقة الحق في أي حديث نووي أو الخوض فيه، كونه يمثل نقطة تحول غير مرغوب فيها في المنطقة، ويهدد قلب المشروع الهادف إلى إعادة رسم السياسة الدولية في المنطقة وفق رؤية إسرائيل وحدها، دون أي تدخل. إذ كشف مكتب نتنياهو مؤخرًا عن أن "الخطة السياسية المزعومة"، التي تتضمن اتفاقات سلام ودولة فلسطينية، لم تُعرض علينا، وبذلك يُنسف أي دور عربي أو إسلامي في تحقيق أي شعار لدولة رُفع سابقًا أو حتى تم تحديثه وفق رؤية تل أبيب الجديدة.
لا ضامن ولا ضمانة، وربما لن تتوقف شهية إسرائيل عند حدود دولة، فبعد كسر شوكة إيران النووية — التي يبدو أنها محط جدل سياسي أمريكي داخلي ودولي، ونفي إيراني منقسم ما بين تضرر فعلي وجزئي — تأخذ الأمور إلى التصعيد مرة أخرى، وربما بداية نهاية الملف بشكل تام.
لكن!!
ما السيناريو القادم؟ وهل سيكون لواشنطن الدور الكبير في إنهاء الصراع وحسمه لجهة إسرائيل الطامحة لقيادة المنطقة؟
هنا بات علينا معرفة شكل الشرق الأوسط الجديد بعد وضع لبنان وسوريا واليمن والعراق (المؤجل) في الصورة، والنظر إلى الخريطة القادمة بمنظار الصراع المستعر بين طهران من جهة، وواشنطن وتل أبيب من جهة أخرى.
فالمنتصر هو من سيحدد شروط اللعبة القادمة ويضع قوانينها للراغبين في الدخول إليها.
لكن العنوان الأبرز: من المستهدف بعد إيران؟
وهل هي آخر الملفات؟ أم أن لمسار التسلح النووي كلمته الأخيرة التي ستفضح كل الشعارات الدولية، المناوئة والمؤيدة لشرق أوسط يعمه "السلام والرخاء" كما يدّعون؟
ما يهم هو كيف يبدو موقع العراق ضمن هذه الفكرة، وهل يمثل تماسك الحكومة اليوم طوق نجاة أمام تهديدات القصف، أم أن لبنك الأهداف الإسرائيلي رأيًا آخر؟
من الطبيعي أن العراق لا يشكل خطراً مباشراً على أي دولة، باستثناء ما يتعلق بوجود عدد من الفصائل المرتبطة بإيران. لكن هذا الارتباط، وفقاً للمعطيات، كفيل بدفع العراق إلى حافة الانزلاق في صراع غير محسوب النتائج.
حسم ملف إيران سيكشف ما إذا كانت تلك الفصائل مترددة في خوض المعركة، أم أنها تنتظر ساعة الصفر. لكن، وعلى ما يبدو، فإن القرار ليس بيدها، فالمعركة "معركة سماء" لا أرض فيها، ومؤشرات الخسارة عسكرياً مرتفعة للغاية.
أما كلفة الحرب فهي باهظة، ولا تملك الدولة العراقية القدرة على تحملها، خاصة وأن بنك الأهداف لا يستثني أحداً.
2025-06-27