
المحرر: | عدد المشاهدات: 57
كنتُ حاضرًا اليوم في لقاء سياسي استثنائي، جمع في مجلس آل النجيفي بمدينة الموصل، دولة رئيس الوزراء الأسبق للجمهورية التركية، السيد أحمد داوود أوغلو، وسعادة القنصل العام للجمهورية التركية في الموصل وجمع من وجهاء المحافظة وفاعليها السياسيين والمجتمعيين.
ما لم يُقل صراحة في هذا اللقاء، كان أبلغ من التصريحات.
فالموصل لم تكن مستضيفة لضيوف رسميين فحسب، بل كانت تُستعاد كعاصمة اعتبار سياسي، وكجسر اتصال إقليمي، لا كمجرد مدينة خرجت من حرب.
زيارة داوود أوغلو – الذي يُعد من مهندسي التوازنات الإقليمية في الشرق الأوسط – ليست بروتوكولًا عابرًا. بل هي رسالة واضحة بأن نينوى عادت لتكون رقمًا فاعلًا في معادلة الإقليم، وبأن القوى الوطنية المحلية باتت تستعيد دورها في صياغة علاقات المدينة مع محيطها، دون وسطاء، ودون وصاية من أحد.
كأحد أبناء هذه المحافظة، ومن موقع الانتماء لحزب المسار الوطني الذي نشأ من رحم نينوى، أستطيع القول: نحن أمام لحظة سياسية حقيقية، يتقاطع فيها المحلي والإقليمي، وتحتاج إلى وعي في توجيه هذه العلاقات بما يخدم المحافظة لا بما يُعيد رهنها.
الموصل ليست بوابةً خلفية لمشاريع خارجية، ولا يجب أن تكون خط تماس لتصفية الحسابات.
لكنها، حين تُدار بقرارها المحلي، قادرة على أن تكون عاصمة للتفاهم، ومركز ثقل وطني يفرض احترامه.
بقلم: جعفر حديد – عضو المكتب السياسي لحزب المسار الوطني
2025-05-22