
المحرر: مشتاق سعيد الحلو | عدد المشاهدات: 1985
ما أن نقلت وسائل الإعلام خبر محاولة الانقلاب في تركيا حتى سارعت(النائبة)حنان الفتلاي الى التعبير عن سعادتها بسقوط أردوغان وشماتتها بمحافظ نينوى السابق اثيل النجيفي، في تصرف يقول عنه اهل الموصل في العادة(مال عجايا) ونصفه نحن بالمراهق. المخجل في الأمر أن هذه الفتلاوي عضو في مجلس النواب العراقي اي تمثل شريحة من المجتمع العراقي واستعجالها الطائش في إعلان المواقف قبل دراستها وانتظار نتائجها يثير علامات استفهام كبيرة على معالجتها لقضايا الشعب العراقي الذي يفترض انه انتخبها كقدوة وليس كـ ( عجية ).
للأسف الشديد أثبت النواب الأتراك أنهم أعلى كعباً من نوابنا، فلم يتحصنوا ببيوتهم أو يركبوا الطائرات هربا الى دول الجوار بل اجتمعوا في مقر المجلس معارضين ومؤيدين للعدالة والتنمية أو رئيس البلاد وحكومتها، ولم يغادروا المكان حتى مع القصف الجوي وتهديد الدبابات التي كانت تحاصرهم.
كما ان الشعب التركي لم يستغل الفجوة الأمنية والأزمة الكبيرة في البلاد بالذهاب الى البنوك والمؤسسات الحكومية لسرقة موجوداتها تحت شعار المظلومية والحرمان مع ان أكثر من نصف الشعب فقير، توحدوا محبين او كارهين لأردوغان، لحماية وطنهم وليس اردوغان، افترشوا الطرقات امام الدبابات وقدموا صدورهم امام البنادق المتمردة، بل تعدى الامر الى ان يمارسوا دور رجال الامن بالقبض على الجنود المنقلبين، او التوسط بينهم وبين القوات الخاصة.
محاولة انقلاب في بلاد كبيرة كتركيا كان يفترض ان تخربط الاوضاع العامة في البلاد اياماً وأسابيع حتى مع فشلها، ولكن الارادة الشعبية والمهنية العالية للمؤسسات الحكومية المدنية منها او العسكرية انهت الأمور في ساعات، واعادت الوطن الى ماكان عليه ليحتفل الناس بنصرهم.
أين العجية حنان الفتلاوي وباقي ساقطي مجلس النواب العراقي وبورصة المشهد السياسي من درس انقلاب تركيا الفاشل المجاني، هل سيتعظون منه ويجعلونة عبرة في كيفية إدارة امور البلاد والتعامل مع ازماته، أم سيظلون فاشلين طارئين مقرفين إن صرحوا، تافهين إن صمتوا، ثقالاً إن بقوا فتنة إن رحلوا. وهاردلك حنون .
--------
المقال يعبر عن رأي كاتبه. وحق الرد قائم
2016-07-27