
المحرر: أسعد البصري | عدد المشاهدات: 952
سلطة أردوغان ازدادت وستزداد طموحاته في المنطقة.
وهذا يشكل خطرا مباشرا على مصر بالذات.
وعلى السلطات المصرية الانتباه أكثر للنشاط الإخواني الآن.
عشنا يوما من أطول أيام حياتنا.
وهو يوم الانقلاب التركي الذي فشل.
إعفاء العشرات من الضباط الأتراك من مناصبهم.
وأردوغان قال سنطهر الجيش التركي من العار.
إن سينجح أردوغان فعلا فالقادم هو تغيير الدستور.
وإعلان السلطات التنفيذية بيد الرئيس.
رفع عبارة أن تركيا دولة علمانية من الدستور.
ووضع كلمة إسلامية بدلا منها.
لم يعد هناك ما يعيق أردوغان من تحقيق طموحاته بعد استسلام المؤسسة العسكرية له.
تركيا مثل إيران تماما.
طموحات إمبراطورية.
خصوصا الطموحات العسكرية وزعامة الإسلام.
والعرب في صراع مع طموح إسلامي شمولي تحمله دولتان إمبراطوريتان.
تمتلكان تاريخا كبيرا في المنطقة.
جميع الأحزاب السياسية رفضت الانقلاب حتى الكردية والقومية.
وبعد دقائق من خطاب توجه به أردوغان إلى الشعب التركي نزلوا إلى الشوارع فعلا ودعّموا النظام.
أوروبا رفضت الانقلاب والرئيس الأميركي قال في البداية “على الجميع في تركيا تلافي إراقة الدماء” ثم قال بوضوح “إن على الجميع دعم الحكومة”.
باختصار ولكي لا أطيل ازدادت سلطة أردوغان وستزداد طموحاته في المنطقة.
وهذا يشكل خطرا مباشرا على مصر بالذات.
وعلى السلطات المصرية الانتباه أكثر للنشاط الإخواني الآن.
نحن كعرب اليوم في ورطة.
فداعش خطر علينا.
وخامنئي خطر علينا.
وأردوغان خطر علينا.
وكل هذه المحاور الثلاثة تبدو في حالة قوة وتصاعد ونشاط.
كلها تسعى إلى النفوذ والمال والسلطة.
تخلّصنا من الإخوان المسلمين بتشريع قانون الإرهاب.
وها نحن نصطدم بمشكلة ثانية.
هي تصاعد شعبية أردوغان.
بسبب فشل انقلاب عسكري ودفاع الشعب عنه.
مشكلة كبيرة.
لأن شعبية أردوغان بين المسلمين السنّة في مناطق محبطة كالعراق وسوريا وغيرها تجعل منه خليفة معنويا غير معلن.
فهو بالنهاية قائد سياسي عنده ذراع ثقافية هي الإخوان المسلمون.
ما العمل؟ نحن لا نستطيع مساعدة النازحين في الفلوجة.
ولا نستطيع منع قاسم سليماني من حرق المدن وإدارة المقابر الجماعية.
ولا نستطيع اقتلاع داعش.
السنّة يعيشون حالة خذلان وإحباط كبيرة.
وحين يأتي خبر كدفاع شعب عن زعيم سنّي.
لا نستطيع منعهم من الاحتفال بذلك.
هذه وضعية خطرة على دولنا لأن الأمر لا يتوقف عند الاحتفال والانبهار عند الشباب.
اليوم سمعت قناة العربية لستّ ساعات.
الخلاصة لسان حال القناة هو “نحن لا نستطيع الأسف على فشل الانقلاب.
ولا نستطيع الفرح بانتصار أردوغان”.
فكلا الأمرين غير ممكن.
ما زالت هياكل الدولة الصفوية القديمة موجودة في العراق.
مراقدها وعظام جنودها ومبشروها تحت أرضنا.
وما زالت هياكل الدولة العثمانية قائمة.
مقابرها وعظام باشواتها تحت أقدامنا.
أشياء تجاهلناها في الثقافة ولم نعالجها.
صارت تنهض في الأزمات وتفاجئ عقولنا.
فما سرّ بهجة بعض الشيعة بسليماني؟ وما سرّ بهجة بعض السنّة بأردوغان؟ داعش يشكل حصارا مخيفا.
ويبدو أردوغان هو الخيار الأقرب لسنّة العراق من الرضوخ للمشروع الإيراني والتشيع تحت ضغط السيف.
وبالمحصلة سيكون أيّ تضخم لإيران وتركيا في المنطقة هو على حساب العرب في المحصلة وسيؤدي إلى ضعف دورهم ونفوذهم.
إلا أننا يجب أن نقدم حلولا وخيارات ولا نكتفي بالرفض.
كثير من الناس لا يرون الدور التركي الخبيث في مشروع الإخوان المسلمين.
بل يرون تركيا التي تستقبل ملايين اللاجئين السوريين والعراقيين الذين تقطّعت بهم السبل.
ويشعرون بالامتنان لعرض أردوغان التفكير بتقديم الجنسية التركية لهم.
إن الأمور بدأت تتفاقم في شدّ وتناقض حادّ يحتّم علينا كعرب التفكير أكثر في معالجات كبيرة وخطوات كبيرة خصوصا في سياستنا الخارجية.
2016-07-18