المحرر: علي حسين | عدد المشاهدات: 1115
يحبّ محمود علوان بلده العراق جدّاً.
وكمواطن صالح و" وطني " بامتياز هلّل وصفّق أمس.
وهو يشاهد الدبابات التركية تتجول في شوارع تركيا.
وصرخ ينادي زوجته: أخيراً تحقق حلمي وسقط أردوغان.
قفز إلى حاسبته ليطّلع على ما يُكتب في مواقع التواصل الاجتماعي.
ما ان فتح الفيسبوك حتى وجد أمامه البوست الذي كتبه أمس يشتم فيه ثورة 14 تموز والعسكر.
لأنهم تسبّبوا في خراب العراق.
لايهمّ قال لنفسه .
لكلّ مقام مقال.
وهاهي الزعيمة حنان الفتلاوي أول المغردين على تويتر:" طاغية آخر يسقط.
هاردلك أردوغان " شعر بنشوة طاغية.
وأخيراً ستنتهي مشاكل العراق.
وسنعود الى تصدير الكهرباء لدول الجوار.
وسيخرج صباح الغد الى الشوارع ليجد بغداد وقد نافست سنغافورة في ناطحات السحاب.
لاقمامة.
وداعاً للبطالة.
المستشفيات الحديثة ستعاود عملها.
أغمض عينيه.
وهو يشاهد ابنته الصغيرة تجلس في صفّ مدرسيّ مزوّد بأحدث وسائل التكنولوجيا.
قالت له زوجته وهي تفرك عينيها من النعاس: انظر إلى عاجل العراقية.
تمعّنَ جيّدا فقرأ: " الجيش التركي يأمر قواته المتواجدة بالعراق بالانسحاب فورا" لم ينتظر طويلا.
فكتب تغريدة سريعة: إلى العبادي البطل.
الليلة تستطيع أن تدخل الموصل.
هذه فرصتك فادخلها بسلام.
ظلَّ يجلس أمام شاشة العراقية التي ساهمت برفع نسبة " الهرمونات " الوطنية عنده.
مُحلّل السياسي جيء به على عجل ليضع تصورا لمستقبل تركيا يقول منتشياً: ستتوقف السياحة وهذه فرصة العراق لاستيعاب الـ 40 مليون سائح الذين يستقبلهم مطار أتاتورك كلّ عام.
والأهم ان مصانع الشركات الكبرى ستحثّ الخطى صوب بغداد وتترك أنقرة.
فنحن والحمد لله نملك من المعامل ما يضاهي الموجود في طوكيو .
إن لم يتفوق عليه.
ففي خلال عشر سنوات فقط.
تحوّل العراق من ركام الخراب والحروب الى قوة اقتصادية فريدة في التاريخ الحديث.
لكن وآه من كلمة لكن.
المؤامرات لم تتوقف لإجهاض هذه التجربة الفريدة في البناء والعمل والسياسة.
هؤلاء المغرضون الخونة الممولون من الخارج.
دائما ما يتهمون السياسيين بالفساد.
وهو مثل كلّ " الوطنيين " الذين دأب على مشاهدتهم على الشاشات طوال الثلاث عشرة سنة الماضية.
لا يجد في الطائفية عيباً.
طالما كانت لخدمة الوطن.
ولا يجد في سرقة المال العام جرماً.
فقد سمع وشاهد وزراء ونواباً يسرقون ثم يفلتون بسرقاتهم.
وهكذا تعلم أن كل شيء في سبيل الوطن جائز.
بقاء التجربة السياسية سليمة.
يستحق أن نضحي بالغالي والنفيس.
ولأن ما يجري في تركيا يهم العراقيين قبل أهالي اسطنبول.
فقد تحمس محمود علوان لقرار العبادي بعقد جلسة طارئة لمجلس الامن القومي.
فربما يطلب منا الجيش التركي الشقيق المساعدة في توفير الامن للعاصمة أنقرة.
ونحن والحمد لله نمتلك تجربة أمنية متميزة .
أراد الجعفري ذات يوم ان يقدمها للفرنسيين والبريطانيين مجاناً.
محمود علوان مثله مثل غيره ممن عاشوا مناخ الطائفية والكذب.
انجذبَ إلى أسماء تفوح منها رائحة الكراهية والجهل.
يحاول كل يوم مساعدة الوطن ولو بتغريدة بسيطة.
وها هو يضع على صفحته في الفيسبوك صورة رجل المدنيّة الاول في المنطقة الحاج فتح الله غولن .
مؤلف كتاب كيف تصبح علمانياً في سبعة أيام!.