المحرر: ضياء الحكيم | عدد المشاهدات: 764
تكنوقراط .
الكلمة السحرية التي وصلت الى أسماع الصدر وتبناها وتصورها بأنها ستعطي حقوقاً وتصلح مساراً وتقدماً .
ومنها سيمتنع اللصوص عن السرقة وستنتشر الرفاهية في العراق .
ليس من السهولة إنتشال العراق من واقعه المظلم ورمي واقع حضاري إنساني على شعبه برمية عفريت أو فانوس سحري .
ورغم أن الاسلام هو الاكثر الديانات واسرعها انتشاراً فى العالم إلا أن مايجري في العراق هو تغييب العقل وإجهاض سريع لكل نية تقدم .
أحترم من الأعماق كل من يسهم في إنتشال العراق من وضعه المزري الحالي وأحترم كل مسؤول يعمل بعقل حضاري ويؤمن بإنسانية الأنسان ورفع كاهل الظلم عنه .
لكن المؤسف أن خبراء السياسة من قادة الأحزاب العراقية يتقاسمون مقاعد السلطة والنفوذ.
ويتقاسمون الحصص لأحزابهم ويقسمون أهل العراق الى مقاطعات نفوذ تحميها مليشيات مسلحة .
ثم يصرحون بأنهم ضد المحاصصة والتخصيص.
ضد التكتل .
ضد طغيان الفساد.
وضد تقسيم أرض العراق.
نشرتً مؤخراً في إيلاف مقالاً عن " العدو الحقيقي للعراق " .
ولم تصدر أي كلمة إدراك إيجابية واعية في ردود تعليقات وجدتها مملة ومعادة وليس لها مكان في عالم اليوم .
وعلى مأسي تتكرر بلا إدراك بمضاعفة السلبية وثنائياتها.
ليس كافياً أقالة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لقائد فرقة القوات الخاصة المكلفة بحماية المنطقة الخضراء وذلك بعد نجاح مئات من المتظاهرين الغاضبين من أنصار رجل الدين مقتدى الصدر.
اقتحام مبنى البرلمان.
والأعتداء على بعض النواب الذين حاولوا الهرب فيما لم تبد قوات الأمن مقاومة بل شوهد بعض عناصرها وهم يتبادلون المصافحة والقبلات مع المحتجين.
العبادي أصدر مرسوما بإعفاء الفريق الركن محمد الحيدري بسبب "الانتهاكات والاعتداءات على مؤسسات الدولة".
وعين بديلا عنه .
وطرح الصدر أفكاراً وآراء تحتاج إلى المزيد من التأمل والانتقاد.
ومنها عبارة ((تكنوقراط الوزارة الجديدة )) .
ولا أدري متى سمع بهذه الكلمة السحرية لأول مرة وباركها البعض بتقبيل يده ومباركتها.
صورة الفريق الركن الحيدري إنتشرت بشكل واسع في الإعلام المحلي والدولي منحنيًا وهو يقبّل يد زعيم التيار الشيعي مقتدى الصدر.
لدى دخوله المنطقة الخضراء في 27 آذار (مارس) الماضي وأثارت استغرابًا وغضبًا على تصرف الرجلين المهين.
إنه عهد جديد للطرق الغوغائية لحماية العاصمة بغداد وأحيائها المهمة والمنطقة الخضراء التي تضم الإدارات العليا للدولة.
وبينها الرئاسات الثلاث للجمهورية والحكومة والبرلمان وبعض الوزارات إضافة إلى السفارات الأجنبية.
وبينها الأميركية والبريطانية والفرنسية.
خيمة الصدر داخل المنطقة الخضراء ومن جانبها ردت كتلة الاحرار النيابية.
على تصريح رئيس مجلس النواب سليم الجبوري حول رفع الحصانة عن نواب متواطئين في دخول المتظاهرين الى مجلس النواب.
وجاء على لسان رئيس الكتلة ضياء الاسدي في تصريح صحفي قبل أيام “لا اعتقد ان احدا يستطيع رفع الحصانة عن أي عضو من مجلس النواب بسبب دخول متظاهرين الى المجلس لأي سبب كان”.
لافتا النظر الى ان “كلمة تواطؤ غير موفقة واستخدامها غير موفق ولا يوجد أي نائب متواطئ مع أي شخص واذا كان ثمة تعاطف او مساندة للحراك الجماهيري .
هذا امر لا نتنصل عنه”.
أما الترشيحات الوزارية التي وصلت مكتب رئيس الوزراء من الصدر لأشغال وتولي 10 وزارات في الحكومة المقترحة.
فقد إعتبرها العبادي ((ترشيحات كتلته السياسية (الاحرار) في التغيير الوزاري)).
التوجيهات والأرشادات والأعتصامات والجلوس في خيمة سوداء لفرض معايير جديدة على أمراء الفساد في الرئاسات الثلاثة ومقاعد يشغلها أعضاء مجلس النواب لا تفي بالغرض للإصلاح ولا تحقق إنتاج أو خدمات .
حيث تأتي ردود أحزاب وقادة مغيبي الأفكار من كبار وصغار ولاة الأمور وهم ركوع بلا عمل يتفاوضون ويتزايدون في خيمهم الزمنية والكراسي الذهبية المطرزة .
بلا أي ناتج منذ أكثر من 13 سنة من سقوط آلهتهم .
أنتشال العراق من واقعه الحالي والأشارة الى الطرق الرحبة الخيرة واجب وطني للشرفاء وإنتقاد هؤلاء القادة والكتابة عن الطبقة السياسية العراقية البرلمانية والحكومية الحالية المذهبية التأصل برمتها وقيامها بتأزيم الموقف السياسي وتحميل الأخرين ماليس في إستطاعتهم هو واجب لما فيه من إستغلال للطبقات الفقيرة المتظاهرة ضد الفساد.
هذا الأستغلال أغنته ومازالت تُغنيه احزاب أسلامية سياسية تخفي تطرفها وتعطشها للدماء .
وأحزاب أخرى ترتمي وتنتمي الى حكومات خارجية ويستمع قياديوها الى تعليمات سفراءها لإرباك وأفقاروإفراغ العراق وتقسيمه فكرياً وعملياً.
ضياء الحكيم كاتب ومحلل سياسي .