المحرر: علي حسين | عدد المشاهدات: 795
فيما كانت الناس تنتظر أن يخرج عليها ساسة البلاد بخطاب موحّد .
أخبرنا خطيب جامع الرحمن أنّ الأزمة السياسية والأمنية ونهب ثروات البلد .
لم تكن بسبب انتهازية الساسة وسرقاتهم لثروات البلاد وإعلائهم لشأن الطائفية على حساب الوطن .
وإنما حسب رأي الخطيب فإن أحد أسباب فشلها في إدارة السلطة .
هو تنكرها لولاية الفقيه .
سأعلن من جانبي استعدادي لتأييد خطاب السيد عادل الساعدي .
لكنني أشترط عليه أن يُعيد جامع الرحمن الى الدولة .
وفي الأعراف الدينية الحقيقية .
لايجوز الاستيلاء على المال العام .
وأعتقد أنّ إيران التي يريدنا الشيخ ان نصبح مثلها .
لا يستطيع مسؤول او رجل دين مهما بلغت منزلته ان يستولي على ممتلكات الدولة .
أحاول دائماً وأنا أقرأ تصريحات المسؤولين والساسة .
وقبل هذا وذاك اخبار الضحايا الأبرياء الذين تتناثرأجسادهم كل يوم في ساحات وشوارع العراق .
أن أسال نفسي: ترى الى متى يستمر التدفق المنظم لهذه الخطابات المحزنة والمخجلة ؟ صور العراق الغارقة بالعبث والخراب تملأ العالم.
لأنها تراجعت خلال الايام الماضية لتتصدر صورة الراحلة زها حديد التي وصفت بأنها " جوهرة الرافدين " وأطلقت عليها الصحافة العالمية " أنها أعظم معمارية في الأعوام المئة الأخيرة.
و لا اعتقد ان هناك مدينة من مدن العالم الكبرى إلا وفيها لمسة من لمسات زها حديد .
سيقول البعض يارجل صدّعتَ رؤوسنا منذ أُسبوع بزها حديد ونسيت أننا في أزمة " تكنوقراطية " لا عليكم الانفراج قادم فقد اخبرونا أن لاحكومة كفاءات من دون توازن طائفي ! وأعود الى زها حديد وهذه المرة عن مشروع لم يرَ النور كانت الراحلة تريد ان تقدمه هدية للعراق .
فقد اخبرتنا الدكتورة المهندسة الدكتورة هيام الساعاتي وهي التي زاملت زها حديد فترة من الزمن أن المعمارية الشهيرة كانت تتمنى لو ان الحكومة العراقية سمحت لها بأن تحوّل دار والدها السياسي العراقي محمد حديد الى متحف كبير .
وحكاية دار محمد حديد كان قد نشرها الدكتور خالد السلطاني عام 2011 في صحيفة المدى في مقال بعنوان " أعيـدوا لـنـا "دارة زهــاء" وفيه نقرأ رحلة الكاتب الكبير في البحث عن بيت محمد حديد الواقع في منطقة البتاوين الذي يخبرنا السلطاني بانه لم يستطع ترميمه من الداخل لانه كان مقفلا والصور التي التقطها للبيت من الخارج كانت تظهر حالة الخراب التي تعرض لها .
هل انتهت الحكاية عند هذا الحد .
بالامس فقط اكتملت الصورة حين اخبرتنا الدكتورة الساعاتي ان محاولات زها حديد لإعادة دار ترميم الدار الذي شهد طفولتها وصباها ذهبت هباء بسبب معركة بين جمعيتين للشعراء الشعبيين .
كل جماعة تعتقد انها ورثت الدار .
ولم ينتهِ الخلاف إلا بلافتة كتبت على حائط بين زها حديد " صاحب الدار مطلوب عشائرياً !" ندخل اليوم العام الرابع عشر على سقوط تمثال صدام في ساحة الفردوس .
وبدلاً من بناء دولة متعافية .
قرّر ساستنا من إلغاء السياسة والقانون والحقوق والعدالة والحرية والأمل.
وصار البديل اللجوء الى النظام العشائري .
وصار الخَيار.
إما العشيرة .
او الحزب .
وليس وطناً حقيقياً شعاره المواطنة أولاً.