المحرر: علي الزيادي | عدد المشاهدات: 756
كأنه القَدَّر الذي يجعلنا كعراقيين نعاني من سياسات حكومات تبتعد كثيراً عن الوطنية وتتفاخر في تنفيذها لأجندات مخابراتية أجنبية .
ولأن العراق ذو موقع ستراتيجي مهم عالمياً أصبح ساحة للصراعات بفعل عمالة قياداته بقصد أو بدون قصد .
وبين كل تلك السياسات نجد أن المواطن يعاني كوارث يكون فيها مساقاً الى المقصلة لينتهي الى الموت بطريقة القمع أو زجه في حرب مجانية أو طائفية وتلك مأساة حقيقية مستمرة على الشعب العراقي منذ بداية الثمانينيات من القرن الماضي وحتى يومنا هذا .
بل ان مايمر به العراقيون اليوم أكثر قساوة من سابق العهود .
دفع العملاء بأمريكا لتكون رأس حربة للتخلص من نظام البعث وسقط النظام بالفعل الأمريكي وأمتناع الشعب عن الدفاع عن ذلك النظام وجاء من كان متسكعاً في الشتات ليستلم الحكم لتنطلق عمليات النهب والسلب وفصول جديدة من القتل والتنكيل واشعال الحروب الداخلية بفعل الطائفية النتنة التي زرعتها أحزاب الأحتلال .
كتبوا دستوراً مفصل على أحزابهم ووضعوا فيه بنوداً تسهل لهم نهب ثروات البلد وتقسيمه على أسس عرقية وأثنية وما هي أِلا أشهلا حتى تبين أنه دستور مليء بالمشاكل التي استخدمت لقتل العراقيين وزرع الفرقة بينهم .
وكلما تحدث أحد منتقداً لذلك الدستور يتم أتهامه على انه ضد العملية السياسية وأنه يروج للبعث .
وخل هذه الستارة واصلت احزاب السلطة وفي مقدمتها حزب الدعوة عمليات اجتثاث الشعب وقتله بشكل منظم وزرع التفرقة بين صفوفه وطوائفه وعلى مدى اكثر من عشرة اعوام نفذ رجالات حزب الدعوة افعالاً تفوق أي حزب دكتاتوري في التأريخ وكان المالكي أنموذجاً في السادية والوحشية في التعامل مع الشعب والمال العراقي فهو قد استخدم اكثر من 1000 مليار دولار لتوزيعها بين عمليات نهب وسلب وشراء ذمم لبناء دكتاتورية جديدة تفوق دكتاتورية البعث .
وقد اشعل الأزمات التي راح ضحيتها الملايين من العراقيين بين مغدور وجريح مخلفين عوائل من الأيتام والأرامل ولم يمر يوماً واحداً أِلا وقد شهد عمليات تفجير وقتل في المدن العراقية وبخاصة العاصمة بغداد حتى باتت ايام الأسبوع قد اخذت مسميات أضيف لها مفردة الدامي السبت أو الأحد أو الأثنين أو الثلاثاء أو الأربعاء أو الخميس الدامي أضافة الى الجمعة .
وكلها ايام دامية فضلاً عن احداث دامية أخرى لايمكن نسيانها كحادثة جسر الأئمة والزركة والحويجة وبيع محافظات صلاح الدين والرمادي والموصل وغيرها من اجل التمسك بالكرسي بعد ان خسرنا آليات ومعدات عسكرية تفوق قيمتها ال 50 مليار دولار سلمت دون قتال لداعش الأرهابي .
وبعد تلك الكوارث تصور البعض ان خروج المالكي سوف يأتي بالأمن والأمان للعراق لكنها كانت لعبة خطط لها ونفذها حزب الدعوة ليأتي بالعبادي الذي قال عنه الشاهبندر ووصفه بالغباء لينفذ عمليات تستر على الجرائم التي نفذت خلال ولايتي المالكي والتي شهدت كوارث عصفت بالبلاد .
ولأن الأوضاع وصلت حد لايمكن السكوت عنها خرج ابناء الشعب يتظاهرون للمطالبة بالأصلاح وعلى طيبتهم كانوا يتوقعون أن العبادي سوف ينفذ لهم أرادتهم في الأصلاح .
وتمر الأيام والأسابيع بينما العبادي ومن خلفه المالكي يستمرون بخداع الناس بأوراق أصلاحية لاتعدو عن كونها محاولة للسخرية من الشعب ومن المتظاهرين حت وصلنا الى أن المواطن قد تمت محاصرته في قطع راتبه وفرض ضرائب عليه لايمكن قبولها للتعويض عن سرقات الأحزاب التي جعلت الخزينة خاوية فقرر الشعب ان يتصدى بقوة ضد الأحزاب الفاسدة وفي مقدمتها حزب الدعوة ولتنطلق خطط الأعتصام امام المنطقة التي يتحصن فيها العملاء والتي سميت بالخضراء وكان الأعتصام قد شكل ناقوس خطر ضد المالكي وجماعاته ليخرج ببيان يهدد فيه على ان الأعتصام سيزيد من الأشتباك ويعقد المشاكل ويهدد العملية السياسية ….
عن أي عملية سياسية يتحدث المالكي ؟ فبأس عملية سياسية قذرة تلك التي لم يمر خلالها يوم لم نشهد فيها قتل وترويع وقمع وعلى مدى 13 عام .
سادية المالكي تتجلى واضحة في مجمل خطاباته التي تغيب عنها الحياة ويبتعد عنها الأمل في مستقبل زاهر ز فهو صاحب الفقاعة التي خلفت كوارث وهو صاحب فعل جريمة الحويجة التي راح ضحيتها عدد من الأبرياء جعل منهم شهداء في اليوم التالي لقتلهم .
وهو صاحب الدم بالدم وقد ملأ العراق بلدم من الشمال الى الجنوب .
خطاب المالكي الأخير كشف حالة الرعب التي يعيشها هو وأقطاب حزبه كما كشف أن العبادي ليس رئيس وزراء أنما رجل حزب يأتمر بأمر أمينه العام .
.
وبالنتيجة فأن الأعتصامات قد أسقطت الحكومة بشكل أو بآخر حمى الله العراق وأهله