The Best Street Style Looks from New York Fashion Week

المحرر: داود البصري | عدد المشاهدات: 648
منذ أن وصلت العملية السياسية في العراق لمرحلة تكسيح حقيقية بعد سلسلة الانهيارات الأمنية والعسكرية المخزية في الشهور الأخيرة لولاية رئيس الحكومة العراقية الأسبق نوري المالكي.
كان واضحا بأن الأوضاع ستتجه نحو مزيد من التدهور والانهيار بعد فشل حيدر العبادي في الإيفاء بوعوده الطويلة والتي استمرت أكثر من عام دون أن يتمكن من حلحلة الموقف المتدهور سوى عبر إجراءات ترقيعية فاشلة ولا تلامس جوهر المشكلة.
ففي البداية والنهاية فإن حيدر العبادي هو من نفس مدرسة نوري المالكي.
بل إن ظلال المالكي الثقلة لم تزل تقيد حركته وتجعله أسيرا لأوضاع طائفية معينة لم يتمكن من مغادرة خانتها كي يتحول من أحد قيادات حزب الدعوة الطائفي ليكون رئيسا لحكومة كل العراقيين! وهي المهمة التي فشل بها بامتياز.
بعد وصول الانفجار الطائفي لأقصى مداه في اجتياح عصابات الحشد الطائفية لمدن وقرى العراق الشمالية والغربية والمجازر التطهيرية المستمرة في محافظة ديالى والتي تقف الحكومة وأجهزتها أمامها عاجزة بالمطلق وبشكل فضائحي! إضافة لاستمرار العمليات العسكرية ضد تنظيم الدولة وبخسائر عسكرية وبشرية مكلفة لم تستطع حسم الموقف! ومما زاد الصورة الداخلية كآبة ودمارا وترويعا هي حالة الانفلات والتشقق وصولا للانهيار التي يعانيها التحالف الوطني الطائفي الحاكم.
بعد أن أعلن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر عن غضبته من الحكومة رغم أن تياره أحد مكوناتها الرئيسية! وظهوره المستمر في تظاهرات أيام الجمع في ساحة التحرير البغدادية وحيث تطور الموقف للدعوة لاعتصام جماهيري على مداخل المنطقة الخضراء بعد أن هدد سابقا باجتياحها! في خطوة رسمت كل معاني الانشقاق الداخلي الكبير الذي يعيشه الشارع العراقي وتقود النخب السياسية الحاكمة البلد لانفجار كبير سيصيب بشظاياه القاتلة الإقليم بأسره.
مقتدى الصدر وهو يهدد شركاءه وحلفاءه في السلطة قد حول اهتمامات الشارع العراقي من متابعة الحروب ضد تنظيم الدولة والجماعات المسلحة الأخرى لحرب خطرة أخرى قد تندلع داخل العاصمة العراقية بغداد ذاتها التي تشهد تواجدا عسكريا مكثفا بعد رفع درجة الإنذار لحدودها القصوى وأي شرارة صغيرة هي أكثر من كافية لتشعل حرب (الإخوة الأعداء)! وهي حرب كسر عظم حقيقية بين شركاء السلطة الواحدة والتوجه الطائفي الواحد ولكنهم مختلفون على إدارة الدولة وطبيعتها وأساليبها! في العراق اليوم لا حديث إلا حديث القوة! ولا كلام إلا عن القوة والعنف.
ولا حوار إلا من خلال التلويح والتهديد بالقوة! فمن الطبيعي في ظل هكذا أوضاع أن تتدخل القوة لتحسم الخلافات ولكن المشكلة في الحالة العراقية إنه لا أحد بإمكانه استعمال قوته لفرضها على الآخرين! فالجميع في حالة تشتت وخوار وهزالة حقيقية.
والجميع يلجأ للتصعيد والتهديد باستعمال القوة بعد أن فشلوا في الإدارة الميدانية وأصابتهم حالة اليأس والإحباط التي تستدعي الغرائز المتوحشة لتكون بديلا عن الأسلوب الحضاري أو العقلية المرنة في مواجهة الأمور! بكل تأكيد ستحمل الأيام القادمة أخبارا عراقية مأساوية حول تصاعد عمليات العنف وحتى الاغتيال السياسي لشخصيات نافذة والذي سيكون عنوانا منهجيا وواضحا للمرحلة العراقية.
لا نقول ذلك من واقع التنبؤ وقراءة الطالع! بل من خلال رصد الظواهر وتحليل المعطيات والمعرفة الكاملة بنفسية من يديرون ملفات الصراع وطبيعة الشعب العراقي أيضا.
اليوم جيوش العبادي في مواجهة جيوش الصدر ومن تجحفل معها من الناقمين.
والمواجهة في الشوارع ستكون هي البديل لحوار المنطق والعقل المفقود.
فالسلطة تتخبط في مشاكلها المستعصية.
والتيارات السياسية هائمة في بحور الخرافة وغياب القيادة الوطنية الحقيقية التي باستطاعتها توجيه الطاقات الشعبية نحو أهداف البناء والتنمية بدلا من الغوص في بحار الخلافات.
اشتباكات الشوارع العراقية ستكون سمة المرحلة القادمة وبما سينعكس على استمرارية الحروب الداخلية بوتائر وأشكال وأساليب مختلفة.
تفجير الشارع العراقي أضحى الهدف المركزي للمتحالفين/ المتحاربين من الإخوة الأعداء!! شقاق عراقي بلا نهاية!! ؟
2016-03-20

روابط اخرى