
المحرر: احمد الجنديل | عدد المشاهدات: 601
دعونا نَتحدث بهدوء.
ونفكر بطريقة موضوعية ونحن أمام ركام المعضلات التي يواجهها العراق.
ونتساءل بلغة بريئة خالصة لوجه هذا البلد الذي أنعم علينا بكل روافد الخير.
فرددنا نعمته بكل مستنقعات الفساد والخيانة والحقد.
دعونا نتساءل بلغة الأطفال الذين لم يعرفوا السياسية.
ولم يدخلوا إلى أنفاقها.
ونقول: هل أن حكومة التكنوقراط قادرة على دفع هذا البلد المنكوب إلى شواطئ الأمن والاستقرار والازدهار؟ وهل العراق بحاجة إلى حكومة شهادات أم بحاجة إلى عناصر نزيهة وطنية صادقة أمينة تستطيع أن تقف أمام العواصف التي تجتاح البلاد؟ الذين ترتفع أصواتهم ليلا ونهارا معتقدين أن الإصلاح الحقيقي يمر عبر حكومة التكنوقراط.
وأن التغيير المطلوب لا يحصل إلا من خلال تبديل بعض الوزراء بآخرين لن ولم يختلفوا عن قوم يبحثون عن غراب أبيض.
وعن قوم يمارسون صيد الحيتان في الصحارى.
فالعراق فجيعته ليست ناتجة من الحكومة لأنها لا تتمتع بالاختصاص.
وإنما من الدستور الملغم بكل فيروسات الانشقاق والمحاصصة.
ودستور مثل دستورنا لا يمكن أن يجلب الخير للشعب المتطلع الثائر.
ولا يمكن أن يحقق النجاح ما دامت بنوده وفقراته تعمل وفق نظام: هذا لك.
وهذا لي.
والعراق ليس بحاجة إلى وزير متخصص بقدر حاجته إلى وزير شريف غيور على تربة وطنه.
وحريص على ثرواته.
والعراق بحاجة إلى أيادٍ نظيفة وعقول نظيفة ونوايا نظيفة وليس إلى سارق وخائن يحمل شهادة عليا.
وإذا كان الأمر كما يعتقد البعض.
فماذا عمل أصحاب الاختصاص الذين نهبوا ثروات الوطن.
وشردوا شعبه.
ومزقوا نسيجه.
واستباحوا كرامته؟ وهل هناك سرقة نظيفة وأخرى قبيحة في نظر من يطالب بحكومة التكنوقراط؟ ألم يكن علماء صدعوا رؤوسنا بمنجزاتهم العلمية وعندما استلموا المناصب الرفيعة دفنوا رؤوسنا بالتراب من خزي أفعالهم.
وقبح أعمالهم؟ دعونا نفكر بهدوء يرحمكم الله ما دام الوطن على أبواب الضياع.
والشعب دخل نفق الحياة المظلم.
ونتساءل: ماذا تفيد الشهادة التي تباع في أسواق الخردة؟ وهل تكون قادرة على انتشال الوطن من المحنة الغارق فيها؟ لماذا لا نفكر باختيار العناصر الوطنية الشريفة قبل أن نفكر بعناصر تحمل الشهادة ولكنها سارقة وفاسدة؟ لماذا لا نوقف نزيف الخراب والدمار المتمثل بالسرقة والفساد والمحسوبية والمنسوبية والطائفية من خلال تشريع قوانين تلبي حاجة الشعب.
وتدفع الوطن إلى ساحل الأمن والأمان؟ لماذا لا نرفع العصا بوجه السارق والخائن من خلال سن القوانين التي تحرم سرقة أموال الأرامل والأيتام؟ لماذا لا تكون الكلمة العليا للشعب.
ونترك الأساليب الرخيصة في كسب المغفلين والمتخلفين من أجل تمرير المشاريع المشبوهة التي لا تخدم الوطن والشعب؟ لماذا ولماذا؟ المشكلة الأساسية تكمن في اعوجاج الطريق ووعورته.
ومحنة العراق سببها المنهج الذي رسم بحبر فاسد.
وعلى ورق فاسد.
وجاء بأشخاص فاسدين.
وليست المشكلة تكمن في اختيار حكومة تكنوقراط.
تأكدوا أيها الناس أن كل الغربان سود ولا يوجد غراب أبيض ما دمنا نسير على طريق الفساد والاعوجاج.
2016-03-13