المحرر: فيصل العايش | عدد المشاهدات: 678
هل رأيتهم (أسر حدون) يبكي ويصرخ مولولاً في شوارع الموصل من باب الطوب الى السرجخانة ومن باب لكش الى حمام العليل.
وهو يندب حظه العاثر.
ويصيح بالناس.
ايها الناس: ها أنذا (أسر حدون) أغيثوني! قهراً عليك يا نينوى.
ايتها المدينة التي ارتكست على صخرة المجد ألافاً مؤلفة من السنين وهي تشخذ سيف الوجود لكي تستمر مضيئة مضاءة وعالية شامخة بتاريخها منذ حطت عليها سفينة نوح وقذف الحوت النبي يونس على ترابها.
بل ومنذ استمرت قيمتها الحضارية والفكرية والتاريخية وصولاً الى يومناً هذا.
قبل أن يصول فيها عواء الكلاب.
يا أبناء نينوى أغيثوا أسر حدون فها هو مختفياً يتجول في أزقتكم وحاراتكم يخاف أن يكشف عن نفسه لكي لا يقتله القاتلون.
ولكي لا يفجرون رأسه ويهشمون أذرعه كما هشموا اخوانه في المتاحف والمساجد والكنائس.
ترى كم ديراً من أديرة المسيحيين تمت تسويته بالارض.
وكم قبراً من قبور الانبيار والصالحين قد أصبح أثراً بعدعين.
فحباً لك يا شوارع نينوى ونهرها وجسرها وسوقها ورصيفها وجامعتها من كلية الآداب والعلوم والهندسة الى كلية الزراعة في حمام العليل.
حباً لك ايتها المدينة التي احتضنت بني حمدان ودولتهم.
بمنارتها المائلة ولهجة أهلها الجميلة وأغانيها العذبة وكرم أهلها وعفويتهم واهتمامهم بالشأن الفكري والثقافي وفيهم ما فيهم من اصحاب الشأن من أمثال الجليلي وسعيد الديوجي وشفاء العمري وعمر الطالب ومحمد جنداوي وأمجد توفيق ونجمان ياسين وأمجد محمد سعيد وذنون الاطرقجي ومحبي الدين توفيق وعبد الوهاب العداوني وتوفيق اليوزبكي وكوركيس وميخائيل عواد والاب انستاس ماري الكرملي ويوسف الصائغ وبشرى البستاني.
صادف (اسر حدون) وهو يركض في ازقة نينوى أباه سنحاريب وجده سرجون اللذين كانا يكفكان دموعهما وهما يستمعان الى موسيقى اسحق وزرياب وعثمان الموصلي وهم يعزفون بصمت خوفاً من أن يسمعهم ذوو الاذان التي تغلي فيها ابخرة الحقد واللؤم والغثيان.
موسيقى صامتة في مدينة صامتة وأحجار صامتة ومنائر صامتة وأزقة صامتة وأقلام وأجراس صامتة ومدارس صامتة وأفواه صامتة وألسنة صامتة.
بانتظار صرخة مدوية تملأ الافاق بدويها.
وهي صرخة سنسمعها في وقت قريب ان شاء الله.
2016-03-09

روابط اخرى