
المحرر: الكاتب د. سعد عبد الرزاق حسين | عدد المشاهدات: 985
حقاً كان يوم ١٠ حزيران مفاجأة حزينة للطريقة المهينة التي انسحب منها الجيش العراقي أمام عصابات داعش التي استولت على مدينة الموصل من دون مقاومة تذكر. ولا نريد هنا ذكر الأسباب التي أدت إلى هذه الكارثة، فالكثير منها كانت قد تناولتها وسائل الإعلام المحلية والعالمية. إننا نريد هنا، ويهمنا كثيراً كعراقيين، مناقشة إمكانات دحر داعش بأسرع وقت ممكن، وعدم تكرار ذلك في المستقبل. إننا نعتقد ان ستراتيجية مقاومة داعش ودحرها تتضمن بعض الجوانب السياسية التي يجب أخذها بنظر الاعتبار، ومنها: ١- تتحرك داعش اليوم في مناطق تعرض أهاليها لغبن شديد إبان مسيرة الحكومة السابقة، وهذا باعتقادنا أحد أهم الأسباب التي لم تجد فيها داعش مقاومة من قبل أهالي هذه المناطق. إن كسب ود الأهالي سيضع داعش في موقف صعب حيث تفقد البيئة التي تتحرك فيها حالياً، وربما يتم ذلك من خلال: أ- مفاوضة ممثلي أهالي هذه المناطق بسرعة، وتلبية مطالبهم المتعلقة بوقف إجراءات الاعتقال غير المبررة، ومراجعة المادة ٤ إرهاب التي أسيء استخدامها، وإطلاق سراح الموقوفين والمساجين المعتقلين من دون مبرر، وعدم اعتقال النساء إلا في الحالات الضرورية والقاهرة، والسعي إلى وقف التعذيب أثناء التحقيق نهائياً في المستقبل. ب- إعادة تجنيد “الصحوات” أو مايشابهها من العشائر ودعمها لمحاربة داعش حسب خطة معلومة يجري الاتفاق عليها مع الحكومة. ج- مساعدة وتشجيع كل أشكال المقاومة من قبل الأهالي في المدن التي استولت عليها داعش وتقديم العون الكامل لهم. د- الاهتمام التام والكافي لرعاية النازحين من أهالي هذه المناطق سواء في كردستان أو بقية مناطق العراق، وتوفير مستلزمات الحياة كافة لهم. هـ- التدخل لوقف نشاط المليشيات شبه الرسمية في المناطق المنكوبة ،مثل بدر والعصائب وحزب الله والمهدي وغيرها، لسمعتها السيئة لدى أهالي هذه المناطق ومشاركتها في التنكيل بهم. و- تجنيد أعداد من أهالي هذه المناطق في الجيش والشرطة الحكومية، أو حتى تشكيل الحرس الوطني الخاص بالمحافظات الذي جرى الحديث عنه مؤخراً. وربما ان إعادة الخدمة الإلزامية للجيش سيفيد لهذا الغرض، حيث سيجعل من الجيش ممثلاً للعراقيين كافة . ز- توظيف أبناء هذه المناطق في الإدارات الحكومية والمحلية ومعاملتهم بالتساوي مع بقية المواطنين. ح- رعاية الأقليات التي تعرضت لانتهاكات داعش مثل الإيزيديين والمسيحيين والشبك وغيرهم، وتقديم المثل بذلك بشكل يدل على اهتمام الحكومة بكافة مواطنيها مهما اختلفت دياناتهم وطوائفهم. ط- إيقاف قصف المدن من قبل الحكومة بالشكل الذي عرّض حياة الأهالي ومنازلهم إلى التدمير والهلاك، حتى لو كان ذلك على حساب الحرب على داعش. إذ ينبغي خلق شعور لدى أهالي هذه المناطق بأن الحكومة تقف إلى جانبهم وتهتم بهم. ي- العفو الفوري عن كل الجماعات التي ساعدت وتساعد داعش والتي تريد ان تتركها وتطلب الأمان من الحكومة. كما ينبغي فتح مفاوضات، يمكن ان تكون سرية، مع بعض الفصائل الراديكالية والسلفية لتحييدها. ك- تعرية مبادئ داعش وطريقتها في السيطرة والكشف عن أهدافها اللاإنسانية والفاشية من خلال استخدام الإعلام وتوعية الرأي العام العراقي بها. والتركيز خصوصاً على إجراءات داعش في قتل المعارضين أو الأجانب بالشكل البشع. وإذا كانت تدعي داعش بأنها تقوم بذلك باسم الإسلام فيجب تبيان أي إسلام يقبل بمثل هذه الانتهاكات لحقوق الإنسان. ٢- تقوية جهاز المخابرات بالشكل الذي يمكنه من معرفة تحركات وخطط داعش مسبقاً، ويتم هذا من خلال تجنيد مخبرين من أهالي هذه المناطق العارفين بمناطقهم وخباياها. وتشكيل قوات خاصة لمكافحة الإرهاب وزجها في المدن الكبرى التي استولت عليها داعش لمحاربتها عن طريق حرب عصابات، وربما إنزال هذه القوات جواً والحرص على سلامتها وانسحابها. ٣- وبسبب ان داعش هي اكثر من عصابة مسلحة، حيث أنها تمتلك دبابات ومدفعية فينبغي جرها إلى معارك خارج المدن في السهول وغيرها مع جيشنا الذي ينبغي ان يهيأ لمثل هذه المعارك والانتصار عليها. خاصة وان القصف الجوي اصبح لا يكفي للقضاء على داعش. ٤- ينبغي إعادة النظر بتركيبة الجيش بحيث يصبح جيشاً مهنياً بعيداً عن السياسة، يكون هدفه الأساسي الدفاع عن البلاد، وذلك من خلال رفع مستواه بالسلاح والتدريب لكافة عناصره من مراتب وضباط. وأن يتم وضع ضوابط ومواصفات لكل منصب ورتبة ولا يتبوأها إلا الأفضل والأكفأ. وأن يكون على رأسه قيادة كفوءة ومتمرسة. ٥- من المهم الوصول في مرحلة معينة من الحرب ضد داعش إلى غلق الحدود مع سوريا لمنع حصول داعش على إمدادات منها. ٦- التعاون مع كل دول الجوار والكبرى في مكافحة داعش وطلب المساعدة منهم، حتى لو كانت على شكل قوات أرضية. * كاتب وأكاديمي عراقي
2014-11-27