المحرر: | عدد المشاهدات: 36
تقدّم الاتحاد العراقي لكرة القدم، يوم الجمعة، بشكوى رسمية إلى كلٍّ من الاتحادين الدولي (FIFA) والآسيوي (AFC)، بشأن الأحداث التي رافقت مباراة العراق وفلسطين، والتي أقيمت في العاصمة الأردنية عمّان في 25 مارس/آذار 2025، ضمن منافسات الجولة الثامنة من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026.

تفاصيل الشكوى العراقية
وجاءت الشكوى العراقية، وفقًا لبيان صادر عن الاتحاد العراقي لكرة القدم، بسبب تكرار الهتافات المسيئة، التي سبق أن شهدها نفس الملعب خلال مباراة الأردن وفلسطين التي أقيمت في 20 مارس/آذار. وأوضح البيان أن تلك الهتافات، التي تم توثيقها بالصوت والصورة، تضمنت ألفاظًا سياسية وعنصرية بذيئة، وتحريضًا مباشرًا من الجماهير المتواجدة في المدرجات خلال مباراة العراق وفلسطين.

كما أشار البيان إلى أن مسؤولي الملعب قاموا بفتح الأبواب أمام الجماهير بعد انطلاق المباراة، مما سمح بدخول أعداد إضافية أطلقت بعد ذلك هتافات سياسية وعنصرية، فضلًا عن تعرض المنتخب العراقي ومشجعيه لتهديدات مباشرة من بعض الجماهير الحاضرة.

بيئة عدائية وتأثير على سير المباراة
أكد الاتحاد العراقي في شكواه أن تلك الهتافات والتهديدات خلقت بيئة عدائية داخل الملعب، مما أثر سلبًا على الأجواء العامة للمباراة، وانعكس على مبدأ اللعب النظيف والاحترام المتبادل بين اللاعبين والجماهير. وشدد على أنه يمتلك تسجيلات مصورة توثق جميع التجاوزات التي وقعت، لا سيما تلك التي حدثت في الدقيقة (45+1) من الشوط الأول.

وأوضح الاتحاد أن هذه الأحداث تتعارض بشكل واضح مع لوائح الاتحادين الآسيوي والدولي، التي تحظر استغلال الرياضة كمنصة لنشر الكراهية أو التمييز أو العنف بأي شكل من الأشكال.

مطالب الاتحاد العراقي وإجراءات الحماية
طالب الاتحاد العراقي في خطابه الرسمي بضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة من قبل الاتحادين الآسيوي والدولي للتحقيق في الانتهاكات التي حدثت خلال المباراة، وفرض العقوبات المناسبة بحق الجهات المسؤولة. كما شدد على ضرورة نقل مباراته المقبلة أمام المنتخب الأردني، المقررة في 10 يونيو/حزيران 2025 ضمن الجولة العاشرة من التصفيات الآسيوية، إلى ملعب محايد، أو إقامتها دون حضور جماهيري، لضمان عدم تكرار مثل هذه السلوكيات ولحماية لاعبي المنتخب العراقي وجماهيره وفقًا للوائح الفيفا والاتحاد الآسيوي.

تحذيرات سابقة ومخاوف مؤكدة
وأشار الاتحاد العراقي إلى أنه كان قد أعرب عن مخاوفه مسبقًا بشأن الأوضاع التي قد ترافق مباريات المنتخب العراقي في عمّان، وذلك بعد الأحداث التي شهدتها مباراة الأردن وفلسطين في تصفيات كأس العالم. وأضاف أنه سبق أن قدّم شكوى رسمية في شهر فبراير الماضي، عبّر فيها عن قلقه وطالب حينها بنقل المباراة إلى ملعب محايد، بناءً على المعلومات الأولية التي كانت متوفرة لديه. وأكد أن ما حدث خلال المباراة الأخيرة عزّز صحة تلك المخاوف وأثبتها على أرض الواقع.

ردود الأفعال الرسمية والجماهيرية
أثارت الهتافات التي شهدها لقاء العراق وفلسطين غضبًا واسعًا في الشارع الرياضي العراقي، حيث طالب العديد من المشجعين والمهتمين بالشأن الرياضي باتخاذ إجراءات صارمة لحماية المنتخب العراقي من مثل هذه المواقف في المستقبل.

وفي المقابل، أصدر الاتحاد الأردني لكرة القدم بيانًا رسميًا أعرب فيه عن أسفه لما حدث، لكنه أشار إلى أن مقطع الفيديو المتداول على منصات التواصل الاجتماعي، والذي يُظهر الهتافات المسيئة، قد يكون "مفبركًا"، داعيًا إلى عدم الانجرار وراء الشائعات التي تؤثر على العلاقات بين الجماهير.

ختامًا
يبقى قرار الفيفا والاتحاد الآسيوي بشأن هذه الشكوى قيد الانتظار، وسط ترقب الجماهير العراقية لردود الفعل الرسمية، وما إذا كان سيتم اتخاذ إجراءات صارمة لمنع تكرار مثل هذه الأحداث مستقبلاً، وضمان بيئة رياضية خالية من العنف والتمييز.
2025-03-29

روابط اخرى