
المحرر: | عدد المشاهدات: 17
دخلت عدة دول أوروبية في حالة تأهب قصوى مع وصول أول موجة حر قوية لهذا الصيف، وسط تحذيرات من ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قد تتجاوز 42 درجة مئوية، في وقت تتصاعد فيه تداعيات الأزمة المناخية على القارة التي تُعد الأسرع احترارًا في العالم.
في إسبانيا، أصدرت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية (Aemet) تحذيراً خاصاً من ارتفاع كبير في درجات الحرارة، خصوصاً في المناطق الجنوبية، حيث من المتوقع أن تتجاوز 42 درجة مئوية. وأكدت الهيئة أن هذا الارتفاع الشديد، الذي يمتد نهاراً وليلاً، قد يشكّل خطراً على الفئات الهشّة ككبار السن والمرضى.
وزارة الصحة الإسبانية دعت المواطنين إلى توخّي الحذر، وتجنّب أشعة الشمس المباشرة، والإكثار من شرب الماء، مع إيلاء اهتمام خاص لكبار السن والنساء الحوامل والمصابين بأمراض مزمنة.
وفي البرتغال، أعلنت السلطات وضع ثلثي البلاد تحت "الإنذار الأقصى" يوم الأحد، تزامناً مع توقعات بارتفاع الحرارة إلى 42 درجة في العاصمة لشبونة، مما يرفع خطر اندلاع حرائق الغابات.
أما في فرنسا، فقد قررت سلطات مدينة مرسيليا فتح أحواض السباحة العامة مجاناً، في محاولة للتخفيف من آثار الحرارة المرتفعة التي تلامس 40 درجة مئوية.
وفي إيطاليا، من المنتظر أن تصل الحرارة إلى 39 درجة في نابولي وباليرمو، ما دفع السلطات إلى حظر الأعمال الخارجية في ساعات الذروة في جزيرة صقلية ومنطقة ليغوريا شمالًا. وقد طالبت النقابات العمالية بتمديد هذا الإجراء ليشمل كافة أنحاء البلاد.
وتزامنت الموجة الحارة مع فعاليات لافتة، منها حفل زفاف مؤسس شركة "أمازون" جيف بيزوس في مدينة البندقية، حيث عانى الضيوف والسياح وحتى المتظاهرون من شدة الحرارة. وقالت إحدى الطالبات الإيطاليات:
"أبذل جهدي للبقاء نشيطة وأشرب الماء باستمرار كي لا أصاب بضربة شمس".
في اليونان، تسبب ارتفاع درجات الحرارة إلى قرابة 40 درجة باندلاع حريق غابات ضخم جنوب أثينا، ما أدى إلى إجلاء سكان مناطق عدة وإغلاق الطرق المؤدية إلى موقع معبد بوسيدون الشهير في سونيون.
وتأتي هذه الموجة ضمن سلسلة أحداث مناخية غير مسبوقة شهدتها أوروبا هذا العام، بعد أن سجّلت القارة أعلى حرارة في تاريخ شهر مارس، بحسب بيانات مرصد كوبرنيكوس الأوروبي للمناخ.
ويحذر العلماء من أن الاحترار العالمي المستمر سيزيد من وتيرة وحدة الكوارث المناخية مثل الفيضانات، الأعاصير، الجفاف، وموجات الحر، وهو ما بدأ يظهر بوضوح في السنوات الأخيرة.
ووفقاً لدراسة حديثة نشرتها مجلة Lancet Public Health، فإن عدد الوفيات المرتبطة بالحرارة في أوروبا قد يتضاعف ثلاث مرات بحلول نهاية القرن، خاصة في الدول الجنوبية مثل إيطاليا، اليونان، وإسبانيا. كما تشير الدراسة إلى أن ارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار 3 درجات مئوية قد يؤدي إلى تسجيل ما يقارب 129 ألف وفاة سنوية بسبب الطقس الحار، مقارنة بـ44 ألف وفاة حالياً.
وحتى مع الالتزام بأهداف الحد من الاحترار عند 1.5 درجة مئوية، قد ترتفع الوفيات المناخية في أوروبا، بين حر وبرد، إلى نحو 450 ألف وفاة سنوياً بحلول عام 2100.
2025-06-29