
المحرر: | عدد المشاهدات: 12
رغم ساعات ثلاث من النقاشات المكثفة في العاصمة الإيطالية، اختُتمت الجولة الخامسة من المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران دون اتفاق، في مشهد يُعيد الأزمة النووية إلى دائرة المراوحة.
وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي، الذي يضطلع بدور الوساطة، أعلن أن الجولة التي استضافتها السفارة العُمانية في حي كاميلوتشيا بروما حققت "بعض التقدم"، لكنه وصفه بـ"غير الحاسم"، معربًا عن أمله في أن تُزال القضايا العالقة خلال الأيام المقبلة، بما يفتح الباب أمام اتفاق "مستدام وشريف".
من الجانب الإيراني، وصف كبير المفاوضين عباس عراقجي المحادثات بـ"الاحترافية"، لكنه حذّر من أن الطريق لا يزال طويلًا، مشيرًا إلى أن الخلافات الجوهرية مع واشنطن لم تُحسم بعد، وعلى رأسها مسألة تخصيب اليورانيوم.
عراقجي أشار إلى أن طهران "متمسكة بحقها" في التخصيب، وعرض على الوفد الأميركي خيارين: القبول بهذا الحق، أو الذهاب نحو فشل المفاوضات، مؤكدًا أن بلاده مستعدة لزيادة الشفافية دون التخلي عن مبدأ السيادة النووية.
وفيما أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن رئيس الوفد الأميركي ستيف ويتكوف غادر مبكرًا للحاق برحلته، واصلت الوفود الفنية جلساتها، في وقت كثفت فيه عمان مشاوراتها الثنائية مع طهران وواشنطن داخل مقر السفارة.
من جانبها، وصفت الخارجية الأميركية المباحثات بأنها "بنّاءة"، مشيرة إلى "تقدم إضافي"، لكنها أقرت بأن "العمل لم ينتهِ"، ومؤكدة على النية بعقد جولات قادمة قريبًا.
ورغم بعض الطروحات، كفكرة إنشاء اتحاد إقليمي لتزويد إيران باليورانيوم المخصب خارجيًا، تصر طهران على إجراء عمليات التخصيب داخل أراضيها، رافضة أي مقترحات مشابهة لتلك التي طُرحت عام 2010.
وتحوم فوق المحادثات ظلال ثقيلة من التوتر الإقليمي، إذ أفادت تقارير إعلامية بوجود مسؤولين أمنيين إسرائيليين في روما خلال الجولة، بالتوازي مع تسريبات عن استعدادات إسرائيلية لضرب المنشآت النووية الإيرانية. عراقجي بدوره حذّر من أن أي عدوان سيُحمِّل واشنطن "المسؤولية القانونية"، مؤكدًا أن طهران لا تملك "خطة بديلة" في حال فشل الحوار.
وعلى وقع أزمات داخلية في إيران، وتدهور غير مسبوق في سعر الريال، تتأرجح المفاوضات بين ضغط أميركي متشدد يطالب بـ"صفر تخصيب"، وتشدد إيراني يرفض تقديم تنازلات تمس جوهر البرنامج النووي.
هكذا، غادرت الوفود العاصمة الإيطالية، دون أن تُطوى صفحة الخلاف، أو تُفتح نافذة أمل واضحة… في وقت يبدو فيه أن الطريق إلى الاتفاق ما زال مفروشًا بالعقبات، وربما بالمفاجآت.
2025-05-24