
المحرر: | عدد المشاهدات: 94
أعلنت وزارة الداخلية الإسبانية، امس الاثنين، حالة الطوارئ في عدد من مناطق البلاد، إثر انقطاع واسع النطاق للتيار الكهربائي تسبب في شلل شبه تام في معظم أنحاء شبه الجزيرة الإيبيرية. وأوضحت الوزارة أن حالة الطوارئ ستُطبق في المناطق التي تستدعي فيها الضرورة ذلك، مؤكدة أن مدن مدريد والأندلس وإكستريمادورا طلبت من الحكومة المركزية تولي مسؤولية النظام العام في ظل تزايد الفوضى.
الانقطاع، الذي وقع عند الساعة 12:30 ظهرًا بالتوقيت المحلي، تسبب في انهيار شبكات النقل، مما دفع السكان والسياح إلى التهافت على المتاجر والبنوك ومحطات الوقود لتأمين احتياجاتهم الأساسية. وسُجّلت مشاهد هلع واسعة، حيث خلت رفوف المتاجر من البضائع، واصطف المواطنون في طوابير طويلة أمام محطات الوقود والبنوك، في ظل خشية من استمرار الأزمة لأيام.
وتأثرت المطارات الإسبانية والبرتغالية بشكل كبير، حيث أُلغيت وتأخرت العديد من الرحلات الجوية. ودعت شركة الطيران البرتغالية "تاب إير" الركاب إلى تجنب السفر حتى إشعار آخر بسبب الأزمة. كما توقف العمل في العديد من خطوط القطارات والمترو في كلا البلدين، ما أجبر السلطات على تنفيذ عمليات إجلاء داخل الأنفاق وخطوط السكك الحديدية.
في مدريد، دعا عمدة المدينة السكان إلى البقاء في أماكنهم وعدم مغادرتها إلا للضرورة القصوى. كما وجّه رئيس الحكومة الإقليمية نداءً إلى رئيس الوزراء لتفعيل خطة طوارئ وطنية تسمح بنشر القوات المسلحة للمساعدة في إدارة الأزمة.
وفي السياق ذاته، أعلن مجلس السلامة النووية في إسبانيا أن جميع المفاعلات النووية السبعة في البلاد أصبحت في "حالة آمنة". وأوضح المجلس أن أربعة مفاعلات توقفت تلقائيًا عند وقوع الانقطاع، بينما تم تشغيل مولدات الطوارئ في الثلاثة الأخرى التي كانت متوقفة مسبقًا لأسباب تتعلق بالصيانة.
أما في البرتغال، فقد وصفت شركة تشغيل شبكة الكهرباء الوضع بأنه "غير مسبوق"، مؤكدة أنه من المستحيل تحديد موعد دقيق لاستعادة الكهرباء بشكل كامل. وأضافت الشركة أن جهود الإصلاح تسير على قدم وساق، لكنها قد تستغرق ما يصل إلى أسبوع بسبب حجم الأضرار والخلل.
وتحدث عدد من السياح عن الفوضى التي عمّت المدن الكبرى، حيث أشار أحدهم إلى مشاجرات على سيارات الأجرة في ظل توقف حركة المرور، مع غياب التوجيه في بعض التقاطعات رغم انتشار الشرطة. وأضاف أن المطار الذي وصل إليه لا يزال يعمل على الطاقة الاحتياطية، لكن معظم خدماته مغلقة لتوفير الطاقة. وأشار أيضًا إلى انقطاع شبكات الهاتف المحمول والأرضي في عدد من المدن، مما فاقم من حدة الأزمة.
تأتي هذه التطورات وسط حالة من الترقب والخوف من تفاقم الأوضاع في الأيام المقبلة، في وقت تسارع فيه السلطات الإسبانية والبرتغالية للسيطرة على تداعيات الانقطاع وضمان سلامة المواطنين والبنية التحتية الحيوية.
2025-04-29