
المحرر: | عدد المشاهدات: 29
أعلن الفاتيكان، اليوم، وفاة البابا فرنسيس عن عمر يناهز 88 عامًا، بعد صراع طويل مع أمراض مختلفة رافقته خلال فترة بابويته التي استمرت 12 عامًا، قاد خلالها الكنيسة الكاثوليكية في واحدة من أكثر الفترات تحوّلًا في تاريخها الحديث.
ويُعد البابا فرنسيس (الترتيب الـ266 في تاريخ باباوات الكنيسة الكاثوليكية) شخصية استثنائية بكل المقاييس، إذ انتُخب في 13 مارس 2013 عقب مجمع انتخابي هو الأقصر في تاريخ المجامع المغلقة، ليصبح أول بابا من أمريكا الجنوبية، وتحديدًا من الأرجنتين، وأول حبر أعظم من خارج القارة الأوروبية منذ أكثر من 1200 عام، منذ عهد البابا غريغوري الثالث.
اسمه الأصلي خورخي ماريو بيرغوليو، وُلد في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، لأسرة تنحدر من أصول إيطالية، وهو الابن الأكبر بين خمسة إخوة. والدُه كان مهاجرًا من إيطاليا، فيما وُلدت والدته في الأرجنتين لكنها تنحدر من جذور إيطالية أيضًا.
تلقى البابا تعليمه الديني في المعهد الإكليركي في ديفيتو فيلا، ثم واصل دراسته في جامعة سان ماكسيمو دي مغيل، حيث حصل على شهادة البكالوريوس في الفلسفة واللاهوت. لاحقًا، تابع دراسته في الأدب وعلم النفس بين عامي 1964 و1965 في جامعة ديلا أنماكيولادا في سانتا في، وتخرج منها.
في 13 ديسمبر 1969، سُيم كاهنًا على يد رئيس الأساقفة خوسيه كاستيانو، ليبدأ رحلة روحية استمرت عقودًا، اتسمت بخدمة الفقراء، والعمل على قضايا العدالة الاجتماعية، والدعوة إلى الحوار بين الأديان والثقافات.
ومنذ توليه الباباوية، تميّز فرنسيس بتواضعه الشخصي ونهجه الإنساني. سعى جاهدًا إلى تقريب الكنيسة من الناس، وتعزيز رسائل السلام والتضامن، سواء من خلال خطاباته أو زياراته الخارجية التي حملت رسائل عميقة، أبرزها زيارته التاريخية إلى العراق في عام 2021، والتي كانت الأولى من نوعها لبابا الفاتيكان إلى بلاد الرافدين.
وخلال زيارته للعراق، التي استمرت أيامًا، زار البابا العاصمة بغداد، ومدينة أور في ذي قار، ومحافظة نينوى، وأقام قداسًا تاريخيًا في المدينة القديمة في الجانب الأيمن من الموصل، وسط أنقاض الكنائس التي دمرها الإرهاب، في رسالة دعم واضحة للمسيحيين في العراق، وللإيزيديين، ولسكان المناطق المتضررة من النزاعات. وقد وُصفت تلك الزيارة بأنها "رسالة مصالحة وتضامن" مع مختلف الطوائف العراقية.
كما كان للبابا فرنسيس حضور قوي في القضايا الدولية، حيث وجّه آخر رسائله بمناسبة عيد الفصح، والتي صادفت أمس الأحد، داعيًا فيها إلى إحلال السلام وإنهاء الصراعات المسلحة، خاصة في غزة وأوكرانيا، مؤكدًا على معاناة شعوب الشرق الأوسط، بما فيهم المسيحيون في لبنان وسوريا، والشعب اليمني الذي وصف أزمته بأنها "واحدة من أخطر وأطول الأزمات الإنسانية في العالم".
برحيل البابا فرنسيس، يفقد العالم قائدًا دينيًا استثنائيًا كرّس حياته للدفاع عن كرامة الإنسان، بغض النظر عن دينه أو انتمائه، وظل حتى لحظاته الأخيرة ينادي بالحوار، والتسامح، والسلام.
الفاتيكان لم يعلن حتى الآن تفاصيل مراسم التشييع، في انتظار بيان رسمي خلال الساعات المقبلة.
2025-04-21