
المحرر: | عدد المشاهدات: 38
تواصل البعثة الآثارية الفرنسية أعمال التنقيب في موقع خورسيباد الأثري، المعروف تاريخيًا بإسم "دور شروكين" الذي يعد من أبرز معالم الحضارة الآشورية في نينوى.
ويمثل الموقع العاصمة الإدارية التي شيدها الملك الآشوري سرجون الثاني في القرن الثامن قبل الميلاد، وينظر إليه كأحد أعظم إنجازات العمارة والتخطيط الحضري في العصور القديمة.
وقال رئيس البعثة الآثارية الفرنسية البروفسيور باسكال بوتيرلان " إن الأعمال الآن تركز على الكشف عن الطبقات العميقة للمدينة الآشورية، مستخدمين منهجيات علمية حديثة تسهم في فهم أدق للبنى المعمارية والسياسية التي كانت سائدة في الإمبراطورية الآشورية، منوها بأن الفريق قد توصل مؤخرًا إلى عدد من المكتشفات المهمة، بينها أجزاء من جداريات حجرية ونقوش تحمل طابعًا إداريًا، علاوة عن بقايا منشآت معمارية قد تكون جزءً من المجمع الملكي أو منشآت دينية.
ووصف هذه الإكتشافات بأنها تمثل إضافة نوعية لفهم تطور العمارة والسلطة في الحضارة الآشورية، مؤكدًا أن الأعمال تسير بشكل مكثف بالتنسيق مع مفتشية آثار نينوى.
وشدد بوتيرلان على أهمية التعاون المحلي والدولي لحماية هذا الموقع الحيوي الذي تعرض في السنوات الماضية لأضرار جسيمة، نتيجة أعمال التجريف والتخريب، مبينًا أن "خورسيباد ليست مجرد أطلال، بل مدينة متكاملة تعيد صياغة فهمنا للعمارة والسلطة في الشرق الأدنى القديم".
ونوه بأن الموقع يمتلك مقومات كبيرة تؤهله ليكون وجهة سياحية إقليمية وعالمية في مجال السياحة الآثارية، إذا ما تم دعمه وتأهيله بالشكل المناسب، خاصة مع تزايد الاهتمام العالمي بإحياء المواقع الأثرية التي تأثرت أثناء سيطرة عصابات "داعش".
يذكر أن البعثة الفرنسية العاملة بالتعاون مع وزارة الثقافة العراقية، تعد من أقدم الفرق الدولية المنقبة في شمال العراق، إذ تعود أولى بعثاتها إلى القرن التاسع عشر، واليوم تتبنى نهجًا علميًا دقيقًا في دراسة البنى التحتية التاريخية للموقع وإعادة ترميم ما أمكن من معالمه الأصلية.
2025-04-27