
المحرر: قناة نينوى الغد الفضائية | عدد المشاهدات: 112
قال أثيل النجيفي محافظ نينوى إن التجمعات الاسلامية المتطرفة في العصر الحديث بلا استثناء تعتمد على مفهوم الولاء لمجموعتها السياسية وتسخر جميع النصوص التي تتحدث عن جماعة المسلمين او الأمة الاسلامية لصالح مجموعتها السياسية. لافتا إلى أن هذه التجمعات المتطرفة تفهم البراء على انه براءة من المجتمع الاسلامي كله الذي تنظر اليه على انه مجتمع جاهلي، ما عدا جماعتها السياسية.
ووصف النجيفي هذا الفكر المتطرف بالوليد المشوه للفكر السياسي الإسلامي المعاصر، نشأ في السجون والمعتقلات وتحت وطأة التعذيب. فهو فكر اقرب الى الانتقام والثأر منه الى التأصيل الشرعي.
وأضاف النجيفي أنه لطالما نظر متفكرا في موقفين: الاول - للأمام احمد بن حَنْبَل الذي سجنه المعتصم وعذبه فترة طويلة ولكنه كان يردد دائماً ( لو بقيت لي دعوة مستجابة لادخرتها للسلطان)، لانه يعي المفهوم الحقيقي للدولة والسلطان وأثرهما في استقرار احوال الناس ومعايشهم وان الاسلام لا يقوم الا باستقرار معايش الناس وعمارة الأرض.
الثاني- سيد قطب الذي يئس من إصلاح مجتمعه بالكامل، فدعا من سجنه الى عزلة ما سماه بالمجتمع المسلم عن المجتمع الجاهلي، وان مجتمعهم الضيق يجب ان ينقلب على المجتمع الاسلامي الواسع ويصحح مساره بالقوة.
ولفت النجيفي إلى ما كتبه محمد قطب في كتابه جاهلية القرن العشرين. ثم ساد فكر سياسي جديد يعتمد على مفهوم الجماعة السياسية بمعنى جماعة المسلمين التي تتبع المنهج الصحيح، وتعد ما عداها جاهليات تنتمي الى عصور جاهلية ما قبل الإسلام. لكنه استدرك أن لم يقل اي من سيد قطب او محمد قطب بتكفير الآخرين، وإنما ساد لديهم مفهوم الاسلام الكامل الذي هم عليه والإسلام الناقص الذي عليه الآخرون. ثم ظهرت مجاميع سياسية اخرى كثيرة تسمي نفسها جماعات اعتمدت المفهوم نفسه منتهجة التكفير العلني او الضمني لبقية المجتمع واستباحة محرمات المسلمين بحجة الردة، وعملت على تحطيم الأمة الاسلامية والمجتمع المسلم بمفهومها الشرعي الواسع، لتوسيع مجموعتهم السياسية واعتبارها بديلا عن الأمة، لافتا إلى أن داعش هو ابرز الجماعات السياسية التي تتصور انها جماعة المسلمين وأن ما عداها كفر وردة.
2014-11-08