
المحرر: | عدد المشاهدات: 26
قررت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم السبت، إلغاء الإعفاء الذي كان يسمح للعراق بسداد مستحقات إيران مقابل استيراد الكهرباء، في إطار سياسة "الضغط الأقصى" التي تنتهجها واشنطن ضد طهران.
ونقلت وكالة رويترز عن متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية أن عدم تجديد الإعفاء يهدف إلى منع إيران من تحقيق أي تخفيف اقتصادي أو مالي، مؤكداً أن هذه الخطوة تأتي ضمن جهود واشنطن لإنهاء التهديد النووي الإيراني، وتقليص برنامج الصواريخ الباليستية، ومنع دعم الجماعات الإرهابية.
من جانبه، أكد المتحدث باسم الحكومة العراقية، باسم العوادي، أن بغداد أعدت عدة سيناريوهات للتعامل مع تداعيات هذا القرار، مشيراً إلى أن العراق يستورد من إيران 50 مليون قدم مكعب من الغاز، ما يشكل ثلث إنتاج الطاقة الإيرانية. وأوضح أن الحكومة العراقية مستعدة لمواجهة جميع الاحتمالات سواء تم تجديد الإعفاءات أو لم تُجدد.
وكشف العوادي عن قرب حل أزمة استيراد الغاز من تركمانستان، متوقعاً وصوله إلى محطات الطاقة العراقية خلال الشهرين المقبلين عبر الأراضي الإيرانية. وفي حال عدم نجاح هذه الخطوة، أشار إلى أن العراق لديه بدائل، من بينها استخدام منصات الغاز العائمة التي يتم ربطها بأنابيب خاصة موصولة بمحطات الكهرباء في البصرة.
يأتي هذا القرار في وقت يخشى فيه العراقيون من تفاقم أزمة الكهرباء مع اقتراب فصل الصيف، خصوصاً بعد انتهاء صلاحية الإعفاءات الأميركية الأخيرة في 7 مارس 2025. وكانت إدارة ترامب قد أكدت نيتها عدم تجديد الإعفاءات وفقاً لمذكرة الأمن القومي الصادرة في 4 فبراير 2025.
يُذكر أن الرئيس ترامب كان قد استأنف سياسة "الضغط الأقصى" على إيران بعد عودته إلى البيت الأبيض في يناير، حيث سبق له الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني خلال ولايته الأولى، بهدف عزل طهران عن الاقتصاد العالمي وتقويض عائدات صادراتها النفطية.
ورغم نفي إيران سعيها لتطوير أسلحة نووية وتأكيدها على الطابع السلمي لبرنامجها، تواصل واشنطن فرض عقوبات مشددة على طهران بسبب برنامجها النووي ودعمها للمنظمات المتطرفة، مما يعوق تعامل الدول الأخرى مع الاقتصاد الأميركي.
وفي هذا السياق، شددت وزارة الخارجية الأميركية على ضرورة تقليل بغداد اعتمادها على مصادر الطاقة الإيرانية، معتبرة أن إيران ليست مورداً موثوقاً به. كما أكدت أن استثمارات الشركات الأميركية في قطاع الطاقة العراقي ستسهم في تحسين كفاءة محطات الكهرباء، وتطوير شبكات الطاقة، وتعزيز روابط العراق مع شركاء موثوقين.
تجدر الإشارة إلى أن العراق بحاجة إلى 50 ألف ميغاواط لتلبية احتياجاته الكهربائية خلال فصل الصيف، بينما ينتج حالياً نحو 28 ألف ميغاواط فقط، وفقاً للأرقام الرسمية الصادرة عن وزارة الكهرباء العراقية.
2025-03-09