شهدت أسعار النفط العالمية تراجعًا حادًا تجاوز 3%، بعد أن أعاد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إشعال فتيل التوتر التجاري مع الصين، مهددًا بفرض رسوم جمركية إضافية على الواردات الصينية. هذه التصريحات أثارت مخاوف المستثمرين بشأن مستقبل الطلب العالمي على الطاقة، في وقت تعاني فيه الأسواق من وفرة في المعروض.
تأثرت العقود الآجلة لخام برنت بشكل ملحوظ، حيث خسرت 2.49 دولار عند التسوية لتسجل 62.73 دولارًا للبرميل، في حين هبط خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بمقدار 2.61 دولار ليغلق عند 58.90 دولارًا، وهو أدنى مستوى لكلا الخامين منذ أوائل مايو/أيار.
التحولات السريعة في الأسواق جاءت كرد فعل مباشر على تصريحات ترامب، الذي لمح إلى احتمال إلغاء اجتماع كان مقررًا عقده مع الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال الأسابيع المقبلة في كوريا الجنوبية. كما اتهم ترامب الصين بمحاولة السيطرة على الإقتصاد العالمي، في وقت أعلنت فيه بكين عن قيود جديدة على تصدير المعادن الأرضية النادرة، وهي معادن استراتيجية تستخدم بشكل كبير في صناعة التكنولوجيا وتُعد الصين المورد الأول عالميًا لها.
التوترات التجارية لم تكن العامل الوحيد الذي ساهم في انخفاض الأسعار. فقد هدأت أيضًا المخاوف الجيوسياسية في الشرق الأوسط بعد إعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، في إطار مبادرة سلام برعاية أميركية، الأمر الذي خفّف من توقعات تعطل الإمدادات النفطية في المنطقة.
التراجع في أسعار الخام يعكس قلق الأسواق من تباطؤ اقتصادي عالمي محتمل، في ظل عودة التصعيد بين أكبر اقتصادين في العالم، وهو ما قد يضغط على الطلب النفطي في الأشهر المقبلة، في وقت لم تتعاف فيه السوق بالكامل من آثار التخمة السابقة والركود المرتبط بالتباطؤ الصناعي.
إرسال التعليق