واشنطن تراجع سياساتها في الشرق الأوسط.. ومفاجآت غير متوقعة تلوح في الأفق

أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، الثلاثاء، بدء مراجعة شاملة لسياساتها في الشرق الأوسط والمنظمات الدولية، وذلك في إطار تنفيذ استراتيجية “أميركا أولاً” التي تهدف إلى إعادة رسم أولويات ومصالح الولايات المتحدة على الساحة الدولية.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية، تامي بروس، خلال مؤتمر صحفي حضره مراسل وكالة شفق نيوز، إن واشنطن قررت رفع بعض العقوبات عن سوريا في خطوة تهدف إلى منحها “فرصة للاستقرار”، مشيرة إلى أن شروط هذا الانفتاح كانت “واضحة منذ البداية”.

وأضافت بروس: “ندرك أن سوريا تعاني من حالة عدم استقرار، لذا نحن نعمل على تقييم قدرتها على الانضمام إلى المجتمع الدولي كدولة فاعلة ومسؤولة”، مؤكدة أن التركيز ينصب على اختبار مدى جاهزية دمشق للمضي في هذا الاتجاه.

كما أعلنت الخارجية الأميركية توصل جميع الأطراف السورية إلى اتفاق لوقف الأعمال العدائية، داعية الحكومة السورية إلى قيادة المرحلة المقبلة ومحاسبة المتورطين في أعمال العنف، بمن فيهم أولئك المرتبطين بالسلطة.

وفي السياق ذاته، أعرب وزير الخارجية الأميركي عن تفاؤله بجدية دمشق في ضبط الحدود ومنع تسلل المتشددين إلى منطقة سيدو، مؤكداً أهمية محاسبة المتورطين في الانتهاكات والفظائع التي شهدتها البلاد.

غزة.. اتهامات لحماس وتحركات لتثبيت التهدئة

أما في قطاع غزة، فقد نقلت بروس عن المبعوث الأميركي الخاص، ديفيد ويتكوف، بدء جولة جديدة من المشاورات بهدف تثبيت وقف إطلاق النار وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية. وأشارت إلى أن الهدنة السابقة انهارت نتيجة خروقات من قبل حركة “حماس”، وأن العمل جارٍ على صياغة “إطار جديد” لتهدئة دائمة.

وفي حادثة مأساوية، أكدت بروس مقتل أكثر من 30 مدنياً عند معبر زيكيم شمال غزة أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات، متهمة حماس بمحاولة “سرقة الغذاء واستخدامه كسلاح للسيطرة على السكان”، فيما قالت إن مؤسسة غزة الإنسانية نجحت في توزيع المساعدات بشكل مستقل عن تدخل الحركة.

انسحاب من اليونسكو ورفض لتعديلات “الصحة العالمية”

وفي تحول لافت على صعيد السياسة الدولية، أعلنت الخارجية الأميركية انسحاب الولايات المتحدة من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، موضحة أن الاستمرار في عضوية المنظمة “لم يعد يخدم المصالح الوطنية الأميركية”، خصوصاً بعد قبول فلسطين عضواً كاملاً وما تبعه من تصاعد خطاب وصفته بـ”المعادي لإسرائيل” داخل المنظمة.

كما كشفت بروس أن واشنطن أبلغت منظمة الصحة العالمية برفضها تعديلات اللوائح الصحية الدولية لعام 2024، معتبرة أنها تمنح “صلاحيات غير مقبولة لبيروقراطيين غير منتخبين في جنيف”، ما يمثل تعدياً على السيادة الوطنية الأميركية في مجال الصحة العامة.

إرسال التعليق