تشهد مستشفيات قطاع غزة أزمة طبية وإنسانية متصاعدة، خاصة في أقسام الحضانة للأطفال حديثي الولادة، حيث تفاقمت معاناة الأطفال بسبب استمرار الحرب والحصار، ونقص المستلزمات الطبية والأدوية الأساسية والمعدات الحيوية.
وفي قصة مأساوية، روَت تمارة رشدي الغولة، عمة الطفل سلمان، لوكالة شفق نيوز، أن ابن شقيقها المولود حديثاً أُدخل إلى مستشفى “شهداء الأقصى” بعد تعرضه لارتفاع حرارة شديد (39.5 درجة مئوية)، مع أعراض الجفاف واصفرار الجلد والتهابات في منطقة السُّرة. وأضافت أن والده قُتل قبل أن يرى الطفل، وأن الأسرة تواجه صعوبات كبيرة في توفير الحليب والحفاضات بسبب ارتفاع أسعارها وانعدام الدخل.
وأشارت تمارة إلى أن ظروف الحضانة صعبة للغاية، حيث يتشارك الأطفال مساحة واحدة رغم اختلاف أمراضهم، ما يزيد من خطر انتقال العدوى، مع احتمال تعرض طفلها لمضاعفات بسبب الاكتظاظ ونقص التعقيم.
في ذات المستشفى، عبرت إيناس حميد، والدة طفل حديث الولادة، عن معاناة العديد من الأسر بسبب ارتفاع أسعار الحفاضات والحليب، ما دفع البعض إلى تقليل عدد مرات تغيير الحفاضات، مما أدى لانتشار الأمراض الجلدية والالتهابات بين الأطفال. وأضافت أن بعض الأمهات يلجأن لاستخدام الحفاضات لفترات أطول أو بدائل غير صحية، الأمر الذي يعرض صحة الأطفال لخطر كبير.
وعن الأوضاع في أقسام الحضانة، أوضح الدكتور أحمد الفلا، مدير قسم الأطفال والتوليد في مجمع ناصر الطبي، أن تشغيل الأجهزة الحيوية يعتمد بشكل كامل على المولدات الكهربائية التي تواجه نقصاً حاداً في الوقود، ما يهدد استمرار عملها. وأشار إلى وجود نقص كبير في أجهزة التنفس الصناعي الخاصة بالخدج، ما يجبر الأطباء أحياناً على المفاضلة بين الأطفال لمنح الجهاز لمن يملك فرصة أكبر.
وأضاف الفلا أن الاكتظاظ وصل لحد وضع ثلاثة أطفال على سرير واحد في بعض الحالات، مع نقص الحليب والمكملات الغذائية، وضعف المتابعة الطبية بعد خروج الأطفال، مما يزيد من خطر سوء التغذية والأمراض.
ويؤكد المختصون أن استمرار الحرب والحصار يزيدان من تعقيد الأزمة، مع ضعف تغذية الأمهات الحوامل وصعوبة وصولهن للمستشفيات، وغياب بيئة صحية آمنة في الأقسام، مما يعرض حياة المواليد الجدد لخطر دائم.
إرسال التعليق