من البصرة الى تركيا نهضة صناعية جديدة و150 ألف فرصة عمل

كشف ويدو بونيني، مدير مشروع طريق التنمية في الشركة الإيطالية الاستشارية (BTB)، أن المشروع يشكل واحداً من أضخم المخططات الاستراتيجية في العراق، إذ يربط ميناء الفاو والبصرة بالحدود التركية عبر خطين متوازيين: سكة حديد حديثة و”هايوي” دولي، مؤكداً أن المشروع سيخلق عشرات الآلاف من فرص العمل ويمنح الاقتصاد العراقي دفعة حقيقية.

وأوضح بونيني، في تصريح لوكالة الأنباء العراقية وتابعته نينوى الغد، أن شركته بدأت العمل على الدراسات الأولية منذ عام 2023 بالشراكة مع هيئة السكك الحديد العراقية، مبيناً أن العمل شمل مراجعة المسار والاحتياجات الفنية والبنى التحتية الواجب إنشاؤها.

وأشار إلى أن المشروع لا يقتصر على كونه ممراً دولياً لنقل البضائع، بل سيكون بمثابة محور داخلي يصل البصرة بالمدن العراقية تباعاً: الناصرية، الديوانية، النجف، كربلاء، بغداد، ثم شمالاً إلى سامراء وتكريت وبيجي والموصل، مع تجهيز كل محطة بتصاميم حديثة تخدم الحركة الاقتصادية المستقبلية.

وأضاف أن الدراسة ركزت على تطوير منظومة النقل البشري أيضاً، حيث ستصل سرعة قطارات المسافرين إلى نحو 300 كيلومتر في الساعة، ما يسمح برحلة من البصرة إلى بغداد في أقل من ساعتين تقريباً، إلى جانب قطارات أخرى تتوقف في المحافظات.

وبيّن أن الشركة سلمت وزارة النقل حزمة متكاملة من التصاميم والخطط التشغيلية، وتعمل بالتنسيق مع شركة “أوليفر وايمن” لاستكمال الجوانب الاستشارية كافة، بهدف تقديم مشروع متكامل قابل للتنفيذ دون عقبات مستقبلية.

وكشف بونيني عن اهتمام دول إقليمية بالمشاركة، وعلى رأسها تركيا لارتباطها المباشر بالطريق، إضافة إلى قطر والإمارات وسلطنة عُمان، مع إمكانية دخول السعودية لاحقاً بعد إنهاء المرحلة التقنية.

ولفت إلى أن المرحلة الحالية مخصصة للبنى التحتية والربط السككي والطريق الدولي، بينما تشمل الخطط اللاحقة إنشاء مجمعات صناعية ومشاريع اقتصادية على طول المسار، بما يتناسب مع طبيعة كل محافظة، مثل الصناعات النفطية في البصرة والمشاريع الزراعية والغذائية في كربلاء والنجف.

وأكد أن المشروع سيوفر ما بين 100 و150 ألف فرصة عمل، وسيكون واحداً من أهم محركات الاقتصاد العراقي خلال العقود المقبلة، مشيراً إلى أن نسبة إنجاز الدراسات والتصاميم بلغت نحو 75%، على أن تُستكمل نهاية العام الحالي.

واختتم بالإعلان عن نية وزارة النقل إطلاق منصة عالمية لاستقبال العطاءات من الشركات الدولية بعد استلام التصاميم النهائية والمسوحات الجيولوجية، تمهيداً للشروع بالمرحلة التنفيذية.

إرسال التعليق