مؤتمر في أربيل لمناقشة الإبادة الجماعية بحق المسيحيين والايزيديين

تستضيف مدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، يومي الثامن والتاسع من شهر شباط المقبل، مؤتمرا لمناقشة عمليات الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتهجير، التي تعرض لها أبناء المكونين المسيحي والأيزيدي، على أيدي عصابات داعش الهمجية، بعد احتلالها لمدينة الموصل، يوم التاسع من حزيران الماضي، واجتياحها قضاء سنجار وأجزاء واسعة من سهل نينوى مطلع آب الماضي.
وقالت اللجنة المنظمة للمؤتمر في بيان إن المؤتمر الذي سينعقد تحت عنوان الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ومستقبل الأيزيديين والمسيحيين في العراق، يهدف إلى تجريم المجموعات الإرهابية التي نفّذت هذه العمليات وفضحها، محليا ودوليا، من خلال توثيق جرائمها تلك، والعمل على تفعيل قرارات مجلس النواب العراقي ومجلس الوزراء الاتحادي بعدّ تلك الجرائم من جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، هذا فضلاً عمّا شملته تلك الجرائمُ من اختطاف للنساء وسبيهن، وهو يناظر ما تعرضت المكونات الأصيلة الأخرى، كالشبك، والصابئة المندائيين، والكاكائيين.
ويأمل المبادرون بتنظيم هذا المؤتمر، وهم مجموعة من الأكاديميين والمثقفين والحقوقيين والناشطين المدنيين العراقيين، فضلاً عن مجموعة من السياسيين، يمثلون أعضاء من مجلس النواب العراقي وبرلمان إقليم كردستان العراق، من مكونات الشعب العراقي كافة، ياملون بتفعيل مقررات المؤتمر وتوصياته، ولا سيما ما يتعلق بتوصيف هذه الجرائم من جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، في المجتمع الدولي وأروقة الأمم المتحدة، وذلك لرد اعتبار الضحايا، وجبر ضررهم، ومساعدتهم، والحفاظ على حقوقهم وخصوصيتهم الثقافية والدينية، في ظل عراق ديمقراطي فدرالي.
ويرى المبادرون أن مثل هذا التحرك قد يعمل على الحد من معاناة هذه المكونات و يسهم في تجذير وجودها في العراق، بوصفها جزءا جوهريا من هوية هذه البلاد، أرضا، وتاريخا، وبشرا، ولا سيما إذا كان هذا التحرك مدعوما من الدولة العراقية ومؤسساتها، الأمر الذي دعاهم إلى توجيه رسائل للدعوة والدعم والمشاركة للرئاسات الثلاث، ورئاسة إقليم كردستان.
وسيناقش المشاركون في المؤتمر، عبر جلسات نقاشية، مجموعة من المحاور، أبرزها: دور العراق والمجتمع الدولي في التصدي لقوى الإرهاب في العراق ومنعها من مواصلة تنفيذ عمليات وجرائم التطهير العرقي والإبادة الجماعية، وسبل مساعدة النازحين قسراً في العودة إلى مناطقهم، ومنع التغيير الديموغرافي ضد المكونات العراقية، ودور الدولة في تأمين سبل وأدوات معالجة الاضطرابات النفسية التي يعاني منها النازحون، ومن تعرض للإرهاب في العراق، وسبل منع وجود ميليشيات دينية وطائفية مسلحة وحصر السلاح بيد الدولة، ودور منظمات المجتمع المدني في تخفيف المشكلات المعقدة التي يعاني منها النازحون، ودور النظام السياسي الطائفي والمحاصصة الطائفية في الصراعات الدينية والطائفية والقتل على الهوية وزعزعة الثقة بالمواطنة وتأجيج الكراهية والحقد بين المكونات القومية والدينية.

إرسال التعليق