غروسي: لا يمكن محو التكنولوجيا النووية الإيرانية بضربات عسكرية.. وطهران ترفض طلب زيارة منشآتها

أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، اليوم السبت (28 حزيران 2025)، أن إيران باتت دولة متقدمة في التكنولوجيا النووية، وأن أي عملية عسكرية لن تكون قادرة على إزالة هذا التقدم.

وقال غروسي، في تصريح تابعته “بغداد اليوم”، إن الوكالة “لا تعلم على وجه التحديد أين يوجد اليورانيوم الإيراني المخصب حاليًا”، مشيرًا إلى أن جزءًا منه ربما تم تدميره، لكن من المحتمل أيضًا أن يكون قد نُقل إلى أماكن أخرى.

وأضاف أن “إيران كانت تمتلك برنامجًا نوويًا واسعًا وطموحًا، وقد لا تزال بعض أجزائه قائمة”، مؤكدًا أن “القدرات النووية الإيرانية لا يمكن إزالتها لا عبر العمل العسكري ولا بدونه”، داعيًا إلى التوصل لاتفاق باعتباره الخيار الوحيد لإنهاء الملف النووي الإيراني.

وفي تطور لافت، رفض وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، يوم أمس الجمعة، طلب غروسي لزيارة المنشآت النووية التي تعرّضت مؤخرًا لهجمات جوية أمريكية وإسرائيلية، معتبرًا أن الطلب “يفتقر للمعنى وينطوي على نوايا خبيثة”.

وأوضح عراقجي، في منشور عبر منصة “إكس”، أن البرلمان الإيراني قرر تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى حين ضمان أمن المنشآت النووية وسلامتها، متهماً غروسي بالتغاضي عن ملفات قديمة، الأمر الذي أدى إلى صدور قرارات سياسية ضد طهران ومهّد للهجمات الأخيرة.

وأشار إلى أن “عدم إدانة غروسي للانتهاكات الصريحة للمعاهدات الدولية يجعله مسؤولًا عن تبعات التصعيد الحالي”، مشددًا على أن إيران تحتفظ بحقها الكامل في اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية مصالحها وسيادتها الوطنية.

وفي مقابلة مع قناة “فوكس نيوز”، كشف غروسي أن الوكالة لا تملك معلومات مؤكدة بشأن مصير نحو 408 كيلوغرامات من اليورانيوم الإيراني المخصب، مشيرًا إلى أن إيران أبلغت الوكالة باتخاذ “إجراءات وقائية” قد تشمل نقل هذه المواد من دون تحديد المواقع.

وأشارت القناة إلى أن تقارير غير مؤكدة تحدثت عن نقل هذه الكمية إلى موقع أثري قرب مدينة أصفهان، ما أثار مخاوف من احتمال إخفاء مواد نووية في أماكن محمية من التفتيش الدولي.

من جهته، هاجم وزير الخارجية الإيراني الأسبق محمد جواد ظريف تصريحات غروسي، وكتب على منصة “إكس” قائلاً إن “التقارير المضللة التي قدمها غروسي ساهمت في قتل أبرياء، وهو الآن يختلق مزاعم خيالية عن إخفاء اليورانيوم في مواقع تراث عالمي”.

يُذكر أن الولايات المتحدة كانت قد نفت في وقت سابق صحة التقارير التي تتحدث عن نقل مواد نووية من منشأة “فوردو” أو غيرها، مؤكدة عدم وجود أدلة ملموسة على مثل هذه المزاعم.

إرسال التعليق